شبوة.. وضع كارثي وانعدام للخدمات والمواطن يعيش في وهم الإخوان
وكالة المخا الإخبارية
كشفت الأيام والأحداث زيف وكذب التنمية التي صورها إعلام الإخوان في محافظة شبوة طوال عامين وأوهموا فيها للجميع بأن المحافظة أصبحت النموذج الأول في البلاد والمشاريع والإنجازات تتهاطل على المواطنين فيها.
المواطنون في المحافظة بحت أصواتهم بأن تلك الإنجازات ليس لها وجود على الأرض، وأن واقعهم يرثى له لكنهم كانوا في مواجهة الآلة الإعلامية الإخوانية الكبيرة التي استطاعت أن تقنع من هم خارج المحافظة بالتنمية والمشاريع والعهد الجديد للمحافظة تحت قيادتهم.
محافظة شبوة هي المحافظة الوحيدة التي لا يستطع فيها الناس قول رأيهم والمطالبة بحقوقهم، فالنموذج الحوثي المرعب في مناطقه هو من يقود شبوة وإن اختلفت المسميات بحيث لا وجود للإعلام المهني الذي ينقل معاناة المواطنين واحتياجاتهم، فالسلطات الإخوانية كما هي الحوثية لا تقبل الإعلام الذي يهتم بحال المواطن وينقل الحقائق ومصير من يحاول ذلك السجن والتعذيب والاختطاف والتهديد بالقتل.
غادر إعلاميو المحافظة مناطقهم ولجأوا إلى عدن وحضرموت تحت التهديدات لا لشيء سوى انهم نقلوا معاناة المواطنين ومطالبهم بالخدمات ولم يتبق في المحافظة سوى إعلاميي سلطة الإخوان وآخرين توقفوا عن النشاط الإعلامي خوفا على حياتهم.
بحسب المواطنين في شبوة فالمحافظة تعيش وضعا كارثيا على جميع الأصعدة، فالكهرباء تنقطع عن منازل المواطنين في العاصمة عتق لأكثر من 18 ساعة في اليوم والليلة مقابل ساعتين يعود فيها التيار وهي العاصمة في حين تعيش المديريات الأخرى في ظلام دامس لأيام، وقد تشتغل لساعة أو ساعتين في اليوم ومن ثم تعود للانقطاع لأيام، كما تعاني المحافظة من انعدام للغاز المنزلي.
في شبوة المحافظة النفطية يعاني سكان المحافظة من أزمات للمشتقات النفطية وحين يتوفر يكون سعره خياليا حيث وصلت صفيحة العشرين لتراً من البترول في الأيام الماضية إلى 12500 ريال و15000 ريال للديزل.
أوهم إعلام الإخوان المواطنين في اليمن عامة أن افتتاح سلطة شبوة لميناء قنا سيوفر الكثير للمحافظة ومن أهمها وقود الكهرباء والمشتقات النفطية وبأسعار مناسبة، لكن ذلك لم يحصل، وكشف زيف ذلك بحيث لم تستفد المحافظة منه شيئاً، بل إن المواطنين يرون بأعينهم الوقود يصل إلى الميناء ويذهب مباشرة إلى مناطق الحوثي أمام مرأى ومسمع الجميع.
وعن ذلك غرد الكاتب السياسي "صالح علي الدويل" قائلا: يقول إخوانجية شبوة بأن لديها رجلا استثنائيا يقودها في مرحلة استثنائية ويثبتون ذلك بان "كيلو متر واحد يتم تعبيده في هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد يعتبر بارقة أمل في حياة الشعب المنهك الذي أصبح الأمل لديه مفقودا"، لكن المستشفى والكهرباء ونهب الإيرادات هذا ممنوع الخوض فيه.
ضرب وباء كورونا المحافظة في الأسابيع الماضية وكشف الوباء انهيارا للجانب الصحي في المحافظة وافتقارها لأبسط الخدمات والاحتياجات.
المراكز الصحية حتى المتواجدة في العاصمة عتق لم تستطع استقبال المزيد من المرضى بسبب نقص العلاج وغياب الكادر الصحي، كما لم تستطع السلطات توفير أسطوانات الأكسجين ولجأت للتبرعات، وقد استجاب تجار في صنعاء وعدن وقدموا عددا من الأسطوانات دعما للمحافظة.
المديريات الأخرى تعاني من انعدام للخدمات الصحية وشهدت الفترة الأخيرة تزايد عدد الوفيات بسبب انعدام الدعم الصحي للمراكز في هذه المناطق وصمت السلطات عن توفير الدعم ومواجهة الوباء.
الوضع الكارثي العام في المحافظة اعترف به الإعلامي "ياسر الصايلي" وهو من المقربين من المحافظ محمد بن عديو. وكشف الصايلي، في منشور له، عن عبث بالمال العام يقوم به مسئولون ومقاولون.
وقال الصايلي، إن المسئولين يتحصلون على أموال طائلة مقابل التسهيلات للمقاولين، مشيراً أن أحد المقاولين قام بشراء فيلا بقيمة 600 ألف ريال سعودي لمدير إدارة هو يقوم بعمل مشروع لها وذلك مقابل اختياره مقاولا للمشروع.
وبين الصايلي، أن السكوت عن هذا العبث في شبوة ومن قبل مسئوليها ينذر بكارثة خصوصا في حال عدم إيقافهم عن نهب المال العام والتحقيق معهم.
وحول فشل المشاريع والتنمية المزعومة يقول الكاتب "محمد حبتور"، في تغريدة له، إن الكثير من أبناء شبوة، طالبوا سلطتها بضرورة طرح المشاريع للمنافسة العادلة الشفافة، بعيداً عن المحاباة والمحسوبية..! مشيراً أنه للأسف، كانت أصوات طبول المنافقين عالية، وكل من انتقد السلطة جعلوه عدوا للتنمية المزعومة، وصفعوه بالعمالة والارتزاق والعبودية.
واختتم "حبتور": اليوم تجني السلطة ثمار عبثها وفشلها.
على الصعيد الأمني أعاد الإخوان منذ سيطرتهم على المحافظة الجماعات الإرهابية وأصبحت تتحرك بحرية تامة وتتلقى الدعم من قيادات أمنية وعسكرية في المحافظة.
ومنذ دخول النخبة الشبوانية غادر عناصر الإرهاب المحافظة تحت ضربات جنود النخبة وطلعات التحالف العربي وعاشت المحافظة لسنوات استقرارا أمنيا، لكن ذلك لم يرض الإخوان حتى أعادوا الإرهاب والجماعات المتطرفة ليعود القتل والدمار ويعود طيران "الدرونز" الأمريكي إلى سماء المحافظة بعد أن غاب لسنوات في ظل سيطرة النخبة.
ويرى مراقبون أن سلطة شبوة هي الداعم الأولى للجماعات الإرهابية، وفي ظل بقاء هذه السلطة سيظل الإرهاب حاضرا ويتوسع، وهو ما ذهب إليه القيادي في المجلس الانتقالي "أحمد عمر بن فريد" حين قال، القضاء التام على عناصر القاعدة وغيرهم من الجماعات المتطرفة في شبوة وأبين، لا يتطلب فقط مطاردتهم بالدرونز من السماء، بل بالقضاء على البيئة الحاضنة لهم التي تمنحهم مساحات واسعة من الأرض للتحرك فيها بحرية.
وأضاف بن فريد، في تغريدته عن القاعدة: السلطات الرسمية في شبوة وغيرها هي من تمنحهم ذلك. الكل يدرك هذا وكفانا استغباء.
الملاحظ مؤخراً توقف إعلام الإخوان عن الحديث حول إنجازات ومشاريع بن عديو وتنميته وتوقف الرجل أصلا عن الظهور وتوقيع المشاريع التي وبحسب مواطنين كانت مجرد هالة إعلامية وللبحث عن الظهور بحيث على ما يبدو أن بن عديو وإعلام الإخوان قد استنفدوا كافة ما لديهم من الوهم والأكاذيب، أضف إلى ذلك الفترة الزمنية للمشاريع التي أعلن عنها ولم تنفذ جعلته يخجل من الحديث عن مشاريع أخرى.