الإصدار المرئي لتنظيم القاعدة يجسد مدى التطابق الكبير في الخطاب الإخواني بالعداء المطلق للإمارات والانتقالي


الإصدار المرئي لتنظيم القاعدة يجسد مدى التطابق الكبير في الخطاب الإخواني بالعداء المطلق للإمارات والانتقالي

 

 

 

وكالة المخا الإخبارية

جسد الإصدار المرئي الأخير لتنظيم القاعدة في اليمن، مدى التطابق الكبير في الخطاب والتوجه مع جماعة الإخوان المسلمين بالعداء المطلق للدور الإماراتي والقوى الحليفة له وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي.

المقطع الذي أصدرته مؤسسة الملاحم، الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وحمل عنوان "من الميدان" لتوثيق هجمات التنظيم الأخيرة ضد نقاط تابعة للحزام الأمني في محافظة أبين، بدا فيه أشبه بخطاب تحريضي صادر عن أحد مطابخ جماعة الإخوان شكلاً ومضموناً بل ومحتوى.

حيث بدأ المقطع بمهاجمة قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي بالإشارة إلى تاريخ نشأتها ودعم الإمارات لذلك، مع لقطات من حوادث أمنية شهدتها عدن لإظهار "جرائمها" كما يقول صوت المعلق في الفيديو، ومن بينها الحادثة الشهيرة لمقتل شاب على يد جنود في الشيخ عثمان في مارس 2020م والتي لاقت حينها استنكاراً واسعاً وتعهد نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك بتسليم الجناة.

ومن الأدلة التي قدمها إعلام القاعدة لتدعيم روايته العدائية ضد قوات الحزام، مقطع فيديو قديم نشره أحد المواقع الإخوانية منتصف 2016م لشهادة امرأة في عدن تشكو اعتقال ابنها على يد قوات أمنية، ليعقبه تعليق صوتي من زعيم القاعدة خالد باطرفي ويستكمل التحريض ضد "الإمارات" وقوات الحزام الأمني "الذين باعوا دينهم بالمال"، كما يقول.

وبدا واضحاً تطابق خطاب زعيم القاعدة مع الخطاب الإخواني بالحديث عن "السجون السرية" التي تديرها الإمارات في اليمن لتعذيب "المسلمين"، مبدياً استغرابه من الصمت تجاه هذه "الجرائم التي تستنكرها منظمات الغرب ووزارات دفاع الكفار ووكالات أنبائهم". وقال بأنهم "طالبوا بالتحقيق في سجونهم (الإمارات) السرية في اليمن".

ليأتي الفصل المهم في إصدار القاعدة، وهو التوثيق لهجماته الإرهابية التي شنها ضد نقاط تابعة لقوات الحزام الأمني في كل من أحور والوضيع (مسقط رأس هادي) بأبين في الـ18 والـ19 من مارس الماضي، وأسفرت عن مقتل 9 من جنود الحزام و4 مواطنين.

وما يثير الاهتمام هو المشاهد المتعلقة بهجوم أحور، حيث تضمن فيديو القاعدة لقطات لما قال بأنها تدريبات لعناصر القاعدة على الهجوم في إحدى مناطق أبين وربما المحيطة بأحور وهي الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان، ما يعكس مدى قوة وانتشار القاعدة في هذه المناطق.

ويستعرض الفيديو مشاهد لـ"الغزوة" على نقطة أحور، واستعراض سيطرة عناصر القاعدة على النقطة بعد قتل عناصرها والاستيلاء على الأسلحة وحرق طقم عسكري تابع للنقطة مع تعليق لأحد المهاجمين قائلاً "هذه أطقم الإمارات تحترق" ويصحبه تكبير حماسي من زملائه.

وقبل مغادرتهم مسرح الجريمة يوجه عناصر القاعدة -ومن خلفهم جثث عناصر النقطة- "رسائل للإمارات" تضمنت تهديد أحدهم بالوصول إلى "أبراج بن زايد" ، في حين يتوعد آخر الإمارات بالقول "نحن بعدكم إلى كل أرض وتحت كل سماء".

ويختتم الفيديو بخطاب قصير لزعيم القاعدة خالد باطرفي حمل عنوان "رسالة إلى أهلنا في الجنوب"، قال فيه بأنه يحرضهم "بأن يقوموا ويثوروا على هذه الزمرة الفاسدة (في إشارة إلى الإمارات وقوات الانتقالي)، ولا يرضوا بممارساتهم وأفعالهم المخالفة للدين والأخلاق والأعراف، وأن يسحبوا أبناءهم من نصرة هؤلاء المجرمين المتجبرين.

واتهم باطرفي الإمارات وقوات الانتقالي بـ"محاربة المصلحين من المجاهدين والدعاة"، في إشارة إلى نجاح قوات الانتقالي في أبين وشبوة وحضرموت وبدعم من الإمارات بطرد عناصر القاعدة.

ودعا زعيم القاعدة أبناء الجنوب إلى "أن يعبروا عن رفضهم لهذه الممارسات بكل الطرق المشروعة من جهاد ومسيرات مناوئة"، مع تهديدهم من "معاونتهم ومناصرتهم (الانتقالي والإمارات) على المسلمين"، حيث قال بأن ذلك "ردة صريحة وكفر بواح".

اللافت في هذا الإصدار هو أن الرسالة المزعومة لزعيم القاعدة لم تكن حديثة كما يصورها، بل تبين أنها رسالة قديمة ووجها باطرفي في يوليو 2017م، قبل توليه زعامة القاعدة خلفاً لقاسم الريمي الذي قتل بغارة جوية أمريكية بمأرب في فبراير 2020م، وهو ما يثير التساؤل حول دوافع التنظيم في إعادة بث هذه الرسالة.

حيث يأتي بث رسالة التحريض من زعيم القاعدة بمواجهة الإمارات والانتقالي بالقتال أو بالمسيرات "المناوئة" حد قوله، مع حملة التحريض التي تشنها المطابخ الإعلامية لجماعة الإخوان ضد الانتقالي وتحميله مسئولية تردي الخدمات في المحافظات الجنوبية وبخاصة العاصمة المؤقتة عدن، مع دعوات لأبناء هذه المحافظات بالخروج إلى الشارع ضده.

ويعكس هذا التزامن مدى تطابق الخطاب بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، وتطابق التوجه والعداء لاستهداف الإمارات والمجلس الانتقالي بين الطرفين، مع امتناع كل طرف عن استهداف الآخر على الأرض، كما هو الحال في أبين.