أول ردة فعل على اتفاق الرياض.. نساء اليمن يرفضن الحكومة "الذكورية" المرتقبة ويتهمن معين عبدالملك بالفشل ويهددن بإسقاطها


أول ردة فعل على اتفاق الرياض.. نساء اليمن يرفضن الحكومة

 

 

 

 وكالة المخا الإخبارية

 

 

رفعت المنظمات النسوية اليمنية بياناً للحكومة والتحالف العربي ومجلس الأمن الدولي ومكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن وللأحزاب السياسية بعدم الاعتراف بحكومة لا يتم تمثيل النساء فيها بحد أدنى 30%.

 

يأتي ذلك بعد ساعات على تسريبات لأسماء التشكيل الوزاري المزمع الإعلان عنه خلال هذا الأسبوع والتي خلت جميعها من أي امرأة في قائمة تضم 24 وزيراً.

 

ويعد هذا البيان الذي رفع ‏تحت شعار (لا حكومة بدون نساء) هو الأعلى نبرة منذ بداية الحرب جراء خيبة الأمل التي منيت بها الناشطات والحقوقيات اليمنيات في تمثيلهن بالحكومة التوافقية القادمة.

 

وقادت ناشطات وحقوقيات يمنيات حملة خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #لا_مشروعية_لحكومة_دون_نساء أظهر غضبا عارما يجتاح النساء اليمنيات من استمرار تجاهلهن على الرغم من الوعود التي قطعها المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث على إجبار طرفي اتفاق الرياض والقوى السياسية على ترك حيز للنساء في حصصهم بمقاعد الحكومة لا تقل عن 30%.

 

وفي هذا السياق، توعدت رئيسة مبادرة مسار السلام رشا جرهوم بالمطالبة بإسقاط الحكومة وإسقاط الاعتراف الدولي عنها ‏إذا لم يتم تمثيل النساء بما لا يقل عن 30% إن لم يكن مناصفة في الحكومة القادمة.

 

وحملت جرهوم، في تغريدات لها، رئيس الوزراء معين ‎عبدالملك مسؤولية تشكيل حكومة تلبي طموحات اليمنيات، مشيرة إلى أن عجزه عن تحقيق ذلك هو أول خطوة نحو فشل هذه الحكومة.

 

من جانبها قالت أستاذة الحقوق في جامعة عدن المحامية هبة العيدروس، "هذه فضيحة أخرى تسقط القادة السياسيين، وتكشف انحرافهم السياسي وتحايلهم بعدم الالتزام بالمواثيق والاتفاقيات الدولية وممارستهم التمييز ضد النساء بصورة واضحة".

 

وأوردت عهد ياسين رسماً بيانياً أظهر تدنيا كبيرا لمستوى مشاركة النساء في مؤسسات الدولة من 2011 إلى الآن، مضيفة "تسريبات الحكومة الجديدة ولا فيها وزيرة، الناس تتقدم ونحن نتأخر".

 

فيما أشارت ياسمين الناظري إلى أن عدم إشراك المرأة في التشكيل الحكومي "خسارة كبيرة للشرعية والتحالف تصب في مصلحة الحوثيين وتُقلل فُرص السلام ".

 

وأبدت الحقوقية نورا الجروي استغرابها من ‏"حكومة بكامل أعضائها ذكور"، مؤكدة أنه "لم يحدث في تاريخ اليمن من عهد الملكة بلقيس أن تتعرض المرأة اليمنية لما تتعرض له اليوم من إقصاء واضطهاد وتهميش لدورها في صنع ماضي وحاضر ومستقبل اليمن".

 

وأضافت الجروي "نحن نتحمل نتائج الحرب والصراع بينما يسلب الرجال الثروة والمال والنفوذ".

 

د. وسام باسندوة رأت أن الأمر ينبغي ان يبهج اليمنيات "فقد أسقط ورقة التوت عن كل المزايدات والشعارات وعكس بشفافية ووضوح موقف كل القوى السياسية والمشاركين في صناعة هذه الحكومة من المرأة"، حسب تعبيرها.

 

هذا الغضب العارم على وسائل التواصل من عدم تمثيل المرأة في التشكيل الوزاري المرتقب لم يقتصر على النساء، فقد عبر عدد كبير من اليمنيين عن تضامنهم مع النساء اليمنيات.

 

وفي هذا السياق، قال الصحفي محمد الغباري مراسل وكالة رويترز، إن "قبح القوى السياسية جميعها تجلت في الإجماع على استبعاد النساء بشكل كلي من التشكيلة الحكومية الجديدة".

 

فيما اقترح الباحث في العلاقات السياسية أكرم توفيق ‏على رئيس الجمهورية إضافة ومنح حقيبة وزارية لتمثيل المرأة في الحكومة القادمة ولتكن حصة المستقلين بمسمى وزيراً للدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني.