صراخ وعويل مفضوح.. تشكيل الحكومة اليمنية يسقط هيمنة الإخوان على قرار الشرعية
وكالة المخا الإخبارية
أسقط إعلان تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، مساء الجمعة، برئاسة الدكتور، معين عبدالملك، هيمنة الإخوان عبر ذراعهم في اليمن، حزب التجمع اليمني للإصلاح، على قرار الشرعية خاصة في الجانب العسكري الذي تسبب في تأخر الحسم واستكمال تحرير اليمن من ميليشيا الحوثي ذراع إيران.
ويؤكد عويل إخوان اليمن المستمر مع كل نجاح في تنفيذ بنود اتفاق الرياض بمختلف أبوابه السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، أنهم يرون هذا الاتفاق على أنه المقصلة التي ستنهي هذه الهيمنة المستمرة منذ احتجاجات فبراير 2011 والتي خلفت انتكاسات أوصلت البلاد إلى حرب أهلية تعيشها منذ قرابة ست سنوات دون أي تقدم سياسي أو عسكري.
وأعلن الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، أسماء الحكومة الجديدة المكونة من 24 وزيراً مناصفة بين الشمال والجنوب، بموجب اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي، والحكومة اليمنية في الخامس من نوفمبر 2019م.
ومنذ الوهلة الأولى لتوقيع اتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي، بدا جلياً أن قرار الشرعية اليمنية سينتقل من سيطرة تنظيم الإخوان إلى المشاركة العامة بين الأطياف السياسية والمجتمعية شمالاً وجنوباً.
ولذلك سعى عبر المعروف بولائه لقطر وتركيا عدوتي السعودية والتحالف عبر أذرعه في أروقة الشرعية وتحديداً مكتب رئيس الجمهورية لإجهاض كافة الجهود التي تبذل من قبل راعي الاتفاق والمجلس الانتقالي الجنوبي "أحد الأطراف" لتنفيذ بنوده، إما عن طريق التصعيد العسكري جنوباً وتسليم المناطق المحررة شمالاً لميليشيا الحوثي أو عبر عرقلة إعلان الحكومة التي استمر تشكيلها قرابة العام.
وبرغم الانعكاس الإيجابي لإعلان تشكيلة الحكومة الجديدة على واقع الاقتصاد، إلا أن ميليشيا الإخوان ما زالت ترفض الاعتراف بهذا النجاح وتبذل جهودها لخلق بؤر ضعف تساعد على إثارة معارك جانبية قد تنتهي بعدم نجاح أهداف تشكيل هذه الحكومة والمتمثلة بتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وتوحيد الجهود العسكرية نحو استكمال تحرير اليمن من ميليشيات إيران.
ولا يزال نشطاء وسياسيون محسوبون على تنظيم الإخوان في الشرعية يواصلون التشكيك بنجاح تنفيذ الشق العسكري وإعلان تشكيل الحكومة الجديدة، ومنهم المستشار الصحافي في مكتب رئاسة الجمهورية، مختار الرحبي، الذي لا يزال مستمراً في نشر تغريدات على حسابه في تويتر، كان يزعم فيها أن الشق العسكري لم ينفذ، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن القوات الأمنية والعسكرية المتواجدة في عدن والتي بموجب اتفاق الرياض ستضم الأمنية إلى وزارة الداخلية والعسكرية سترسل إلى جبهات القتال ضد الميليشيات.
وانضم إليه في حملة استهداف الحكومة، المذيع في قناة بلقيس، بشير الحارثي، الذي بدأ تدويناته بالسخرية من جهود تنفيذ الشق العسكري المتمثل بانسحاب القوات العسكرية المتحاربة في أبين وتسليم مواقعها لقوات من ألوية العمالقة القادمة من الساحل الغربي، قبل أن يتحول إلى الهجوم المباشر على رئيس الجمهورية وقادة القوات المنسحبة وصولاً إلى تشكيلة الحكومة التي مثل قرار تسمية أعضائها صدمة له.
أما وكيل وزارة الإعلام الإخواني محمد قيزان، فبعد تشكيك مستمر بتنفيذ الشق العسكري في أبين، وعقب تشكيل الحكومة، ذهب إلى المطالبة بأداء اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية في عدن وفق ما نص عليه اتفاق الرياض، ولكن لم تتضمنه آلية تسريع تنفيذ الاتفاق، قبل أن يشير إلى أن قوات الانتقالي لم تنسحب من عدن أو تضم إلى وزارة الدفاع، متناسياً أن قوات الانتقالي تقاتل ميليشيا الحوثي بشراسة في جبهات الضالع وتحقق انتصارات يومية عليها.
وعموماً، فإن عويل نشطاء الإخوان وقياداتهم يزداد كلما تحقق نجاح جديد على طريق تنفيذ اتفاق الرياض الذي يعني إنهاء الانفراد بقرار الشرعية وتوسيع المشاركة في اتخاذه.