"الحرب العالمية الثالثة" تكشف عن أجندات حزب الإصلاح في تعز
"الحرب العالمية الثالثة" تكشف عن أجندات حزب الإصلاح في تعز
وكالة المخا الإخبارية
أثارت محاضرة دينية بعنوان "الحرب العالمية الثالثة" موجة من الجدل والخوف في مدينة تعز، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن. جاء ذلك بعد أن فوجئ المصلون، عقب صلاة الجمعة، بإعلانات معلقة في عدد من المساجد تدعو لحضور المحاضرة، التي وصفها الكثيرون بأنها محاولة لإثارة القلق وزرع الأفكار الموجهة في أوساط المجتمع.
المحاضرة، التي أقيمت في مسجد الاعتصام خلف سوق المجاهد، قدمها الشيخ أمين بن عبدالله جعفر، أحد رجال الدين المحسوبين على حزب الإصلاح.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من المحاضرات الشهرية التي ينظمها مكتب يُعرف باسم "بصائر الدعوي"، والذي يُتهم من قبل المواطنين بتبني خطاب ديني متطرف يخدم أجندات سياسية تحت غطاء النشاط الدعوي.
الإعلان الدعائي للمحاضرة استخدم صورة مضللة لمدينة أجنبية تظهر فيها جنود مدججون بالسلاح، مع دعوة المواطنين للحضور وحث الآخرين على المشاركة. أثار هذا الأسلوب الدعائي انتقادات واسعة، حيث اعتبره البعض محاولة لاستغلال المنابر الدينية للترويج لأجندات سياسية مستترة، في وقت يعاني فيه المواطنون في تعز من أزمات معيشية خانقة وتوترات سياسية واجتماعية مستمرة.
الجدير بالذكر أن مدينة تعز تخضع لسيطرة حزب الإصلاح، الذي يُتهم باستخدام المساجد والأنشطة الدينية كوسيلة للتأثير على المواطنين وتوجيه الرأي العام بما يخدم مصالحه الحزبية. ويرى منتقدون أن هذه المحاضرة ليست إلا جزءاً من استراتيجية الحزب لتكريس سلطته في المدينة، وسط غياب واضح لدور الدولة في ضبط مثل هذه الأنشطة.
مواطنون عبروا عن استيائهم من هذه الدعوة، معتبرين أن التلاعب بمخاوف الناس من خلال عناوين مثيرة مثل "الحرب العالمية الثالثة" يعكس محاولة لإشغال المواطنين عن القضايا الحقيقية التي تعاني منها المدينة، كالأمن والخدمات. كما أكدوا أن حزب الإصلاح يسعى لاستغلال كل الفرص لتثبيت هيمنته على تعز، مستخدماً الدين كأداة لتعزيز نفوذه، دون الالتفات إلى هموم المواطنين أو معالجة معاناتهم اليومية.
تصاعدت الدعوات في تعز لوقف مثل هذه الأنشطة التي تُستخدم كواجهة لترويج أجندات حزبية، مع مطالبة السلطات الشرعية والمنظمات المدنية باتخاذ موقف حازم تجاه استغلال المنابر الدينية لتحقيق مكاسب سياسية. في ظل هذه الأوضاع، يستمر المواطنون في دفع ثمن السياسات التي تعمق الانقسام وتزيد من معاناتهم اليومية.