إنجازات "أمن فاطمة" في مارب.. تجاهل عمليات الحوثي وسط المدينة.. والاكتفاء بمراقبة النساء والأطفال


إنجازات

 


وكالة المخا الإخبارية

طالعتنا الأجهزة الأمنية في مدينة مارب، بإنجازها الأمني الكبير حد وصفها، معتقدة أنها وجهت صفعة لمليشيا الحوثي، إلا ان الكثير من المتابعين اعتبروا المؤتمر الصحفي لمدير أمن مارب العميد يحيى حُميد، مخيبا للآمال.


نتفق ان الحوثيين قد يستخدموا أي أدوات لتنفيذ أعمالهم الاجرامية ضمن الحرب الدائرة، وتزامنا مع المعارك التي تشهدها محافظة مارب، وفي ظل التصريحات المستمرة من قبل القيادات الحوثية بوجود عناصر تتبعهم مغروسين في مختلف المؤسسات الحكومة والأمنية والعسكرية، وهو ما جعلنا نعول كثيرا على الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في مارب لاكتشاف هذه العناصر والقبض عليها ومعها افشال مخططات الحوثي.

غير أن المفاجئة المبكية والمضحكة في آن واحد، هو ان يطل مدير عام شرطة مارب العميد يحيى حميد، في مؤتمر صحفي ليقول انه تم ضبط خلية حوثية من الأطفال والنساء، ويرفق مع المؤتمر الصحفي اعترافات احدى النساء المتورطات في هذه الخلية.

تلك الاعترافات لم تكن صفعة بوجه مليشيا الحوثي بقدر ما هي صفعة مؤلمة بوجه إدارة أمن مارب وأجهزتها الاستخباراتية، حيث كشفت المدعوة فاطمة علي أحمد ان عناصر حوثية متواجدة في مارب ستقوم بتزويدها باللواصق المتفجرة المخصصة للاغتيالات، رغم ان الخلية وفقا لاعترافات المدعوة فاطمة لم تنفذ أي عملية اطلاقا كما قالت، ورمت الكرة بذكاء ودهاء في مرمى أمن مارب وجعلت الأمن يبدو هشا، فكان الأحرى بإدارة أمن مارب ان تلقي القبض على هذه الخلية المتواجدة في المدينة والتي كانت مهمتها تزويد النساء والأطفال باللواصق، وهذا هو الإنجاز الذ يستحق ان يعقد من أجله مؤتمرا صحفيا لمدير عام أمن المحافظة، لا بالشكل الذي ظهر عليه العميد حُميد، والذي اتحفنا بالقبض على نساء وأطفال واكتفى باعترافات المدعوة فاطمة على غرار المثل المصري "شاهد مشافش حاجة".


علاقة أمن مارب بالقبض على خلايا نسائية، على ما يبدو متجذرة، فخلية اليوم ليست الأولى، ففي العام 2016 أظهر أمن مارب امرأتين اعترفتا بتجنيدهن من قبل الحوثي بهدف زرع العبوات الناسفة، ولكن لم يقمن بزراعة أي عبوة كما هو حال خلية اليوم التي لم تقوم بإلصاق أي متفجرة، وهكذا.


صرحت وزارة داخلية الحوثي انها نفذت عملية أمنية وصفتها بالناجحة والكبيرة وسط مدينة مارب وقامت بتهريب 9 من الأسرى من أحد السجون، وتعد هذه العملية في عيون العالم أجمع انجاز كبير في الصميم، لأنها نفذت في ميدان وساحة ومركز أعداء الحوثي او من يخوضون قتالا مع الحوثي، وهذه أيضا ليست العملية الأمنية الأولى التي تقوم بها المليشيا وسط مدينة مارب، ففي العام 2019م، نفذت مليشيا الحوثي عملية اغتيال خطيرة وسط المدينة، استهدفت احد الأشخاص الذين اتهمته المليشيا انه قاتل المدعو إبراهيم بدرالدين الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي.

السؤال هنا أين كان رجال الأمن حينها، وكيف استطاع الحوثي ان يخترق المنظومة الأمنية في مارب؟، وكيف استطاع ان يقوم باقتحام احد السجون وتهريب الأسرى؟.

كان الجميع يترقب في المؤتمر الصحفي الإنجاز الأمني الذي يبهج القلوب ويريح الصدور، ولكنه كما يراه مراقبون مخيبا للآمال، إذ أنه لم يتطرق حتى إلى ما أعلنته مليشيا الحوثي بشأن تنفيذ عملية أمنية وتحرير اسراها من وسط مارب.

يواصل الحوثيون التباهي بنجاحات غرس عناصرها وخلاياها في معسكرات ومؤسسات مارب وينفذون عملياتهم ويعلنون عنها، فيما أمن مارب محصور في مراقبة النساء والأطفال، وهو ما يجعله يستحق بكل جداره ان يوصف بـــ"أمن فاطمة" أن صح الوصف.
 
•  المحرر السياسي