هوامير النفط في مارب.. عصابات مترابطة ونفوذ قوي في الداخلية فضحها التاجر الرزاحي
هوامير النفط في مارب.. عصابات مترابطة ونفوذ قوي في الداخلية فضحها التاجر الرزاحي
كتب: مانع سليمان
ان ما تعرضت له في سجن الامن السياسي وما سمعته من المعتقلين يتحتم علي أن أوضح الحقيقة للقيادة قبل المجتمع ، سيقول البعض أن الأصل ايصال ذلك للقيادة بصمت لأن ذلك يشوه بسمعة مارب ويعطي مادة دسمة للخصوم يزايدون بها على مارب ، ولهؤلاء أقول : أقسم لكم بأني لم اسلك هذا الطريق الا بعد ما يقارب الثمان سنوات حاولت فيها أن أوصل للقيادة ما عندي بطرق هادئة وعبر القنوات الرسمية ، لكني خلال هذه الثمان السنوات اكتشفت بأن هناك عصابة قد تشكلت بترابط دقيق أصبحت تتحكم بكل شيئ بما في ذلك ما يصح أن يصل الى القيادة وما يجب أن لا يصل اليها وفقا لما تحتاجه القيادة للحفاظ على نفوذها ومصالحها ، لذلك اصبح هذا الاسلوب هو الاسلوب الأنجح لايصال المشكلات اليها دونما تحكم من قبل العصابة ، وقد بدأت بالحديث عن التاجر المعتقل محمد الرزاحي وساواصل النشر عن المعتقلين الذين تحدثت معهم أو سمعت قصصهم حتى أوصل للقيادة حقيقة ما يحدث داخل هذا السجن .
محمد الرزاحي تاجر العسل والعنبر جاءه العميد علي جحيش وطلب من الرزاحي أن يقبل بالشراكة معه على أن يوفر علي جحيش رأس المال بينما الرزاحي يعمل على استثمار رأس المال في مجال النفط .
قبل الرزاحي بعرض العميد علي جحيش وبدأ باستثمار المبالغ التي تأتيه من القيادي في التوجيه المعنوي للجيش الوطني العميد علي جحيش وكانت حركة الاستثمار في النفط التي نشط فيها الرزاحي مربحة جدا واكتسبوا أرباح كبيرة جدا مما دفع جحيش لتسليم مبالغ اضافية كبيرة لذات الغرض .
ولأن بواخر النفط كانت تؤخذ للتفتيش في جدة فان الباخرة الأخيرة أخذت للتفتيش في جدة ولكنها هذه المرة تأخرت وكلف تأخرها أجور كبيرة ضاعفت على الشركاء الخسائر .
العميد في الجيش الوطني علي جحيش وبأمر من وكيل اول وزارة الداخلية محمد سالم بن عبود الذي كان جحيش يغسل له واخرين تلك الاموال لم يقبلوا بتحمل الخسائر وفقا للشرع والقانون وانما قاموا باختطاف محمد الرزاحي من المكلا وأخذه الى مارب لاخضاعه لقانون بن عبود وحسب .
محمد الرزاحي تمسك بالقانون ورغم انهم اختطفوه كما تفعل العصابات من المكلا الى مارب الا أنه تمسك بالقانون وشارعهم واستخرج أحكاما قضائية ابتدائية واستئناف بنقل القضية الى المكلا لانعقاد الاختصاص المكاني لمحاكم المكلا وكذلك انعقاد الاختصاص النوعي للمحكمة التجارية هناك .
هنا وكيل اول وزارة الداخلية محمد سالم بن عبود لم يتحمل هزيمة قانونية وخسارة تجارية في ان واحد مما دفعه لاستخدام نفوذه ورفض اوامر القضاء وهدد الرازحي بانه سيموت في السجن اذا لم يدفع لهم المبالغ وسحب الرازحي من سجن البحث الجنائي الى سجن الامن السياسي .
محمد سالم بن عبود وعد احمد حنشل بأربعة مليون سعودي مقابل سجن التاجر الرازحي عنده واجباره على الاعتراف بأن الاموال تلك عنده دينا وليست اموال شراكة في استثمار كما وعد خالد الفقيه الذي يدعى علي الشامي بمبلغ مليون سعودي في حال اجبروا الرازحي على سداد تلك المبالغ .
احمد حنشل استقبل التاجر محمد الرزاحي في سجن الامن السياسي وهو يعلم بأن قضيته تجارية لكنه استقبله من اجل الحصول على المكافأة التي وعده بها محمد سالم بن عبود والتي مقدارها اربعة مليون سعودي لحنشل ومليوم سعودي لخالد الفقيه المكنى بعلي شامي .
احمد حنشل وخالد الفقيه بدأوا يتعاملون مع التاجر الرزاحي كما لو أنه خزنة فلوس ليس لها مفتاح وبداخلها خمسة مليون سعودي وبدأوا بتنفيذ مهمتهم لكسرها وتحطيمها من اجل الحصول على المبلغ الذي وعدو به من قبل بن عبود .
التعذيب الوحشي هو الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها حنشل والفقيه للحصول على هذا المبلغ وقد تفنن حنشل والفقيه في ذلك مع التاجر الرازحي وقاموا بتعذيبه تعذيبا وحشيا لا يمكن تصوره او تصديقه لكن ذلك حصل وقد تم التعذيب على النحو التالي :
أولاّ : تعذيب نفسي ومعنوي وذلك بأن جلبوا علي جحيش الى داخل غرفة التعذيب ، وقد أشرف على تعذيب الرزاحي بنفسه ، بل قام خالد الفقيه اثناء ما كان يقود الرزاحي من زنزانته وهو معصوب العينين بتأكيد ذلك للرزاحي بقوله : سيشرف جحيش بنفسه على تعذيبك .
ثانياّ: التعذيب الجسدي وقد تمثل بالتالي :
1. كان احمد حنشل وخالد الفقيه يقومون بربط يدي التاجر الى الخلف ويصعدونه الى فوق كرسي ويربطون اليدين المعصوبة بالونش ويتكلمون معه وبشكل مفاجئ يزبطون الكرسي فيسقط وينتزع الونش كتفيه ويبقى معلقا به وهو يصرخ من شدة الألم ويترجاهم بأن ينزلوه من الونش لشدة الألم الذي يلاقيه وهو معلق فيطلبون منه بأن يرشدهم بمكان فلوسه وكان يحاول الصمود لكنه مع شدة الالم كان ينهار ويعدهم بأنه سيعطيهم الفلوس ويترجاهم بان ينزلوه من الونش فيقومون بانزاله من الونش وبعد ان ينزلوه من الونش يطرحونه فوق الماسة وقد اصبح لا يستطيع الوقوف ولا يستطيع تحريك يديه لأنها قد أصبحت مفصولة من الأكتاف فيبدأون باستحوابه مرة أخرى فيجيبهم بأن بيني وبينكم القانون والمحكمة تحكم لي او علي .
2. يبدأون بتعذيبه من جديد ويكررون نفس المشهد السابق لكنهم يضيفون الى ما سبق انهم يقومون بانتزاع ملابسه وهو معلق على الونش امعانا في اذلاله واهانته نفسيا بعد ان حطموه بالأوجاع الجسدية وبعد ان يغمى عليه من شدة الهول الذي فيه ينزلوه من الونش وينتظرون حتى يفيق وبعد أن يفيق يطلبون منه ان يعطيهم مكان امواله كي يأخذونها منه فيجيبهم وهو في حالة يرثى لها : الله موجود الله موجود الله موجود ، فيقول له احمد حنشل ما دام وانت مصلب هكذا فانا با اسلمك للجزارين .
3. يقوم احمد حنشل وخالد الفقيه بتسليم التاجر الرزاحي لمحمد الشريف وابو حذيفة وهؤلاء هم الأعنف في التعذيب ، فيقومان بتعذيبه تعذيبا وحشيا بالكهرباء والسلخ بالكيبلات والزبط بالاقدام وعندما يسقط الى الارض من شدة الالم والوجع يضعون أقدامهم على رقبته وعلى وجهه ويقولون له : انت في عهدتنا حتى تسلم الفلوس ولدينا الصلاحية المطلقة من قبل الفندم ( احمد حنشل ) في التصرف معك .
4. ينزلونه الى الحمام الذي ليس فيه ماء وهو محمول في بطانية لأنه لم يعد قادر على الحركة من شدة ما اصابه من التعذيب ويرمونه في الحمام ويمكث بعد ذلك من اربعة الى خمسة ايام لا يستطيع الحركة ولا الكلام مرميا ليس له الا الله .
5. يبقونه فترة حتى يستعيد عافيته ويبدأون باعادة ذات الاسلوب ونفس التعذيب الذي لاقاه سابقا ويضيفون اساليب نفسية جديدة ، فأحيانا يهددونه بأنهم سيجلبون له زوجته الى نفس الزنزانة التي هو فيها ويحبسونها معه ( وهذا النوع من التهديدات حصلت معي انا وقد هددني احمد حنشل بنفسه بانه سيعتقل زوجتي ويرميها بنفس السجن الذي انا فيه ) فلم يكن هذا حصرا على الرزاحي وقد طال الكثير هذا النوع من التعذيب .
وبقي الرزاحي على هذا الحال لمدة سنة ونصف تقريبا ، وبعد ان يأسوا من انه سيعطيهم فلوسه تعويضا عن خسارتهم في باخرة النفط نقلوه الى عنبر فيه معتقلين وللعلم الزيارة ممنوعة عنه من يوم اعتقاله في السياسي الى اليوم ولكم ان تتخيلوا حال دولة هذا هو جهازها السياسي ، يتم استخدام الجهاز من اجل نهب اموال الناس ولأجل صراعات خاصة لنافذين في تنظيم الجماعة .