اختبار ChatGPT لحل لغز رياضي عمره 2400 عام.. إجابته تدهش الباحثين!


اختبار ChatGPT لحل لغز رياضي عمره 2400 عام.. إجابته تدهش الباحثين!

اختبار ChatGPT لحل لغز رياضي عمره 2400 عام.. إجابته تدهش الباحثين!

وكالة المخا الإخبارية 

كشف باحثو جامعة كامبريدج عن سلوك لافت لـChatGPT، بعد أن أظهر قدرة على ابتكار أفكار وارتكاب أخطاء شبيهة بأخطاء الطلاب، وذلك خلال تجربة استعادت تحديا رياضيا يعود تاريخه إلى 2400 عام.

وفي الدراسة، التي أجراها الدكتور نداف ماركو، الباحث الزائر في جامعة كامبريدج، وأندرياس ستيليانيادس، أستاذ تعليم الرياضيات في الجامعة، طُلب من ChatGPT-4 حل نسخة من مسألة "مضاعفة مساحة المربع"، التي وصفها الفيلسوف اليوناني أفلاطون نحو عام 385 قبل الميلاد، ويُنظر إليها باعتبارها "أول تجربة موثقة في تعليم الرياضيات". وقد ارتبطت هذه المسألة، على مدى قرون، بنقاش فلسفي حول ما إذا كانت المعرفة كامنة في الإنسان أم أنها مكتسبة من الخبرة والتجربة.

واستهل الباحثون التجربة بطرح سلسلة من الأسئلة على ChatGPT على غرار الحوار الذي أورده أفلاطون في محاورة مينون. ففي ذلك الحوار، علّم سقراط فتى غير متعلم كيفية مضاعفة مساحة المربع؛ إذ أخطأ الفتى في البداية بافتراض أن الحل يكمن في مضاعفة طول الأضلاع، لكن سقراط وجهه تدريجيا حتى توصل إلى أن المربع الجديد يجب أن تكون أضلاعه مساوية لقطر المربع الأصلي. وبالطريقة نفسها، أدخل الباحثون تعديلات وأخطاء متعمدة خلال محاورتهم مع النظام لاختبار كيفية استجابته.

ورغم توقعهم أن يلجأ ChatGPT مباشرة إلى الحل الكلاسيكي المعروف (اعتبار أضلاع المربع الجديد مساوية لقطر الأصلي)، فقد اتبع نهجا مختلفا، مستخدما طرقا جبرية لم تكن متاحة في زمن أفلاطون، وارتكب أخطاء بدا أنها أقرب إلى الأخطاء البشرية. ولم يقدم البرنامج الحل الهندسي إلا بعد أن عبّر الباحثان عن خيبة أملهما من إجاباته التقريبية.

ويقول ماركو: "عندما نواجه مشكلة جديدة، نحاول غالبا الاستفادة من خبراتنا السابقة. بدا أن ChatGPT اتبع المسار ذاته، فطرح فرضيات وحلولا خاصة به". أما ستيليانيادس فيضيف: "لو كان يعتمد فقط على ذاكرته، لقدم الحل التقليدي مباشرة، لكنه بدلا من ذلك تبنى نهجا خاصا به".

ولم يتوقف الاختبار عند المربعات فقط، إذ وضع الباحثان أمام ChatGPT مسائل مشابهة تتعلق بمستطيل ومثلث. وفي كل مرة، كان البرنامج يميل إلى استخدام الجبر قبل أن ينتقل – بعد ضغط وتوجيه – إلى حلول هندسية أكثر دقة. وقدّم أحيانا تفسيرات خاطئة لكنها بدت ناتجة عن استدلال لحظي وليس عن استرجاع مباشر من قاعدة بيانات.

ويؤكد الباحثان أنه لا ينبغي المبالغة في تفسير النتائج، لأن النماذج اللغوية الكبيرة لا "تفكر" كما يفعل البشر. لكن من منظور تجربة المستخدم، ظهر أن استجابات ChatGPT تمزج بين استرجاع المعلومات والاستدلال الفوري.

ويرى الباحثان أن هذا "الفضاء الرمزي للتعلم" قد يحوّل قيود الذكاء الاصطناعي إلى فرص تعليمية. فمن خلال العمل مع ChatGPT، يمكن للطلاب تنمية التفكير النقدي عبر اختبار صحة إجاباته وتقييم الأدلة التي يقدمها، بدلا من الاكتفاء باعتبارها معرفة نهائية.

نشرت الدراسة في المجلة الدولية لتعليم الرياضيات في العلوم والتكنولوجيا تحت عنوان: "استكشاف طبيعة المعرفة الرياضية لدى ChatGPT".

المصدر: إندبندنت