حين يتحول البيان العسكري إلى مشهد سينمائي رديء


حين يتحول البيان العسكري إلى مشهد سينمائي رديء

حين يتحول البيان العسكري إلى مشهد سينمائي رديء


وكالة المخا الإخبارية 

              عمار السوائي


البيان الصادر باسم محور طور الباحة، بما تضمنه من لغة مبتذلة واتهامات باطلة طالت الأصدقاء ماجد المذحجي وعبدالستار الشميري وصهيب البركاني، لا يعكس سوى ارتباكٍ واضحٍ في طريقة التعامل مع الاختلالات التي تشهدها تعز مؤخراً.
 
والأدهى أن حذف أسمائهم لاحقاً من نص البيان لم يكن تصحيحاً، بقدر ما كان دليلاً إضافياً على ضعف الأداء الإعلامي وتدني مستواه المهني لجهازٍ عسكري لا يُفترض به أن يكون له أي نشاطٍ إعلامي بالمرة.
 
البيان استخدم لغةً غريبة ومقلقة، تفيض بالتهديدات والإيحاءات المليئة بالتخويف: تفجيرات، سيارات مفخخة، مسيرات حوثية، واقتحام للتربة... وكأننا أمام مشهدٍ سينمائيٍ رديء، لا أمام بيانٍ عسكري يُفترض فيه الانضباط والاتزان، كما أنه وضع محدداتٍ أمنية خارج وظيفته للمتظاهرين ونشاطهم السلمي.
 
الغاية من ذلك واضحة: بثّ الرعب في نفوس البسطاء من المحتجين على المظالم والانتهاكات التي لم تجد طريقها إلى العدالة بعد، تلك التي أثارتها الأحداث الأخيرة، وتحديداً اغتيال الشهيدة افتهان المشهري، ومقتل الشاب عبدالرحمن النجاشي في التربة على يد عناصر من الأمن وبتوجيهاتٍ من أحد القضاة.
 
الأخطر في الأمر أن لغة البيان حملت في طياتها نزعةً عدائيةً ضد المجتمع، كأنها صادرةٌ عن محكمةٍ وجهازٍ أمني ووسيلةٍ إعلاميةٍ في الوقت نفسه، لا عن مؤسسةٍ عسكريةٍ يُفترض أن تكون حاميةً للدولة وللمواطنين، لا مصدر خوفٍ وترويعٍ لهم.
 
من المؤسف أن هناك من يريد جرّ الجيش إلى معركةٍ خاطئة مع الناس، حتى يظل ملف المظالم والدماء عالقاً دون حل.
 
الخطأ ليس فيما قاله العزيز ماجد المذحجي، ولا فيما تحدث به الأستاذ عبدالستار الشميري، ولا في الموقف الشجاع الذي عبّر عنه الشيخ الشاب صهيب البركاني.
 
الخطأ الحقيقي هو في الإصرار على تحويل النقد والمكاشفة إلى عداوة، والمطالبة بالعدالة إلى جريمة، والدفاع عن الضحايا إلى تهمة.
 
من مصلحة الجميع – وفي مقدمتهم المؤسسة العسكرية – أن تبقى بعيدةً عن هذه التجاذبات، وأن تحافظ على دورها الوطني الحقيقي في مواجهة مليشيا الحوثي، لا دفعها إلى المسافة الخطرة في مواجهة المجتمع الذي يُفترض بها أن تحميه.
 
▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس بوك