تخبط "صبياني" قادم من الرياض: السعودية تجمد "الرئاسي" بقرارات انتحارية خوفا من تنامي نفوذ الإمارات


تخبط


تخبط "صبياني" قادم من الرياض: السعودية تجمد "الرئاسي" بقرارات انتحارية خوفا من تنامي نفوذ الإمارات


وكالة المخا الإخبارية


في خطوة تعكس حجم الارتباك والذعر الذي يسيطر على دوائر صنع القرار في الرياض، أقدمت السعودية، اليوم الثلاثاء، على تجميد نشاط ما يسمى بـ"المجلس الرئاسي"، السلطة التي أنشأتها جنوبي اليمن، في مشهد يعيد للأذهان التصرفات الارتجالية للصبيان في إدارة الصراعات السياسية الكبرى.

وجاء القرار السعودي المفاجئ بتفويض "رشاد العليمي" منفرداً باتخاذ قرارات "سيادية" كإعلان الطوارئ، ليكشف عن عجز الرياض في ضبط إيقاع أعضاء المجلس المنقسمين. 

وبدلاً من الحلول الدبلوماسية الرزينة، لجأت السعودية إلى تسريبات إعلامية لنصوص من "اتفاق الرياض" في محاولة بائسة لشرعنة الانفراد بالقرار، وهو ما يراه مراقبون تعبيراً عن "فوبيا" سعودية من تنامي النفوذ الإماراتي الذي بات يهدد وجودها السياسي في المنطقة.

وتجلت ملامح الارتباك في القرارات التي دفع بها العليمي -بإيعاز سعودي واضح- والتي تضمنت إعلان حالة الطوارئ لـ 90 يوماً، وحظراً شاملاً للحركة الجوية والبرية والبحرية، ومطالبة "فظة" للإمارات بسحب قواتها خلال 24 ساعة. 

هذه الخطوات التي تفتقر للنضج السياسي وصفت بأنها "قفزة في الهواء"، تعكس حالة من التوتر السعودي الشديد والرغبة في تدمير المعبد على من فيه بعد فشلها في مجاراة التحركات الإماراتية على الأرض.


الرد الإماراتي الصاعق الذي جاء عبر نصف أعضاء المجلس (4 من أصل 8) بوصف القرارات بأنها "غير شرعية"، كشف حقيقة أن السعودية باتت تعمل بمعزل عن الواقع، وتدير سلطة "وهمية" لا تحظى حتى بإجماع قادتها. 

وبحسب خبراء، فإن إعلان الطوارئ هو بمثابة "انتحار سياسي" تهدف السعودية من خلاله إلى تعطيل المؤسسات لتعويض عجزها عن المواجهة المباشرة، ومحاولة بائسة لنزع الشرعية عن خصومها تحت غطاء "الشرعية".

إن ترتيبات السعودية لإزاحة الرئاسي وتغيير الحكومة في هذا التوقيت المتأزم، لا تشير إلى قوة بقدر ما تشير إلى حالة من الهلع وضياع البوصلة. فالرياض التي استنفدت أوراقها، باتت تتصرف بردة فعل "صبيانية" تهدف فقط إلى إبعاد القوى الجنوبية عن المشهد، ولو كان الثمن هو إحراق ما تبقى من هياكل سياسية هشة قامت هي ببنائها.