منها سيارة تابعة للقوات المشتركة.. نهب وسرقة سيارات الاسعاف يثير قلق الساحل الغربي
وكالة المخا الإخبارية
تكررت حوادث سرقة سيارات الإسعاف بصورة لافتة في مديرية المخا والساحل، إذ ركز اللصوص على استهداف الطواقم الطبية، كما لو أن العملية مدروسة، وهي تخريب القطاع الذي بدأ في التعافي بعدما عانى من التدمير جراء حرب مليشيا الحوثي.
وسجلت أولى الحوادث التي تستهدف سيارات الإسعاف عبر التقطع لها في منطقة ذو باب بداية العام 2020م، بعدما لجأ اللصوص إلى حيلة ذكية، من خلال ادعائهم عدم امتلاك المبالغ المالية الكافية للانتقال إلى المخا.
لم تكن حركة السيارات بالقدر الذي عليه الآن، لذا تعاطف الجنود في إحدى النقاط العسكرية مع الجناة، دون إدراك، وقاموا بإيقاف سيارة إسعاف كانت لحظتها قادمة من عدن، وفي طريق عودتها إلى مستشفى المخا العام.
بعد اجتياز نحو 500 متر، طلب اللصوص من السائق الانعطاف يميناً صوب منطقة فسيحة، وعندما رفض الطلب وجهوا له تهديداً بالقتل، وقام أحدهم بتصويب بندقيته نحو رأسه.
لم يكن أمام السائق المغدور سوى الإذعان لطلبهم بعدما أيقن أنه لا يملك حيلة أخرى للهرب من ذلك الموقف، سوى الاستسلام.
وبحسب معلومات موثوقة، قام نيوزيمن بجمعها استنادا إلى حوادث سابقة، فشلت كل الجهود في التعرف على اللصوص وإعادة السيارة المنهوبة.
بعدها بأسابيع عدة، جرت الجريمة الثانية، وكانت هذه المرة من نصيب المستشفى الميداني التابع للقوات المشتركة بالمخا، كان المكان قريبا من وقوع الحادثة الأولى، خور عميرة، إذ تمكن اللصوص من سلب السيارة بالقوة.
وفي حادث مماثل ظل اللصوص يطاردون سيارة إسعاف تابعة لمستشفى المخا في المكان ذاته، لكن خلو الخط حينها من الزحام، أتاح للسائق فرصة الفرار منهم.
حوادث متكررة
في الثالث والعشرين من ديسمبر 2020م، قام أحد العاملين بالهلال الأحمر اليمني، بتشغيل سيارة الإسعاف المتوقفة أمام مكتب الهلال بحارة العروك، مثلما جرت العادة كل صباح، لكن عودته إلى داخل المكتب لأخذ شيء أتاحت للصوص الذين كانوا في لحظات متابعة طويلة للسائق، بسرقة السيارة والفرار بها إلى مديرية الوازعية.
تم التعرف على الجناة وبذلت مديرة مكتب الهلال الأحمر اليمني فرع المخا، أمينة الجرادي، جهودا كبيرة لاستعادتها، لكنها فشلت رغم أنها ذهبت بنفسها إلى أماكن نائية في تلك المديرية، للطلب من المشايخ المساعدة في إقناع اللصوص بإعادتها.
أحد أكثر الأعمال جرأة كانت في أواخر شهر مايو 2021م، حينما تقطع اللصوص ليلا لسيارة إسعاف بالقرب من جامع الشاذلي، أحد أقدم المساجد التاريخية في المخا.
أوقف اللصوص سياراتهم في مكان ضيق ومظلم وكانوا كما لو أنهم يقوموا بإصلاحها من عطل طارئ على أضواء الكشافات، وعندما وصل سائق سيارة الإسعاف كان عليه أن يعيد السيارة إلى الخلف لاتخاذ طريق آخر للعبور، لكن اللصوص كانوا قد أحاطوا بالسيارة من كل جانب.
رفض السائق مطالب اللصوص الذين أشهروا بنادقهم الآلية في الزجاج الجانبي المحاذي للسائق، مهددين بإطلاق النار في حال رفض النزول منها.
وقاموا بإطلاق عدة طلقات أصابت فخذيه، وأمام حالة الرعب التي أصيب بها السائق، فتح باب سيارته، فيما تكفل اللصوص بإنزاله منها بعدما عجز عن ذلك، نظرا للجروح التي أصيب بها.
بحسب مصدر في قطاع الصحة، خسر مستشفى المخا سيارتي إسعاف، فيما فقد المستشفى الميداني ثلاث سيارات إسعاف، وفي الخوخة نهب اللصوص سيارتي إسعاف بالأساليب ذاتها.
وفي حوادث أخرى، جرت سرقة سيارات الإسعاف من السائقين أنفسهم، وقد تم القبض عليهم لاحقا واستعادتها.
حوادث تعرضت لها منظمات طبية
في حادثة أخرى تعرضت سيارة تابعة للهيئة الطبيعة لموقف مماثل، بعدما أوقف اللصوص سياراتهم في وسط طريق مقفر في موزع، وكان أحدهم كما لو أنه يقوم بعملية إصلاح عطل طارئ، وعندما اقتربت سيارة المنظمة، أحاط بهم اللصوص، عارضين على ركابها النزول أو تعرضوا لإطلاق نار.
لم يكن أمام الفريق الطبي الذي عاد من زيارة ميدانية لإحدى العيادات الصحية، سوى الاستسلام بعدما بدأ الشر يقدح من بين أعين قطاع الطرق.
وآخر هذه الحوادث، هي سرقة سيارة الإسعاف الثانية لمستشفى المخا، لم يحترم اللصوص، عيد الطبيب "العيد الرمزي الذي يذكر بالجهود التي يبذلها الأطباء في إنقاذ الأرواح"، والذي يصادف الخامس والعشرين من يوليو، لينفذوا جريمتهم بسرقة سيارة الإسعاف التابعة لمستشفى المخا.
باتت حوادث التقطع مخيفة، ومن النادر أن يتحرك السائقون ليلا بسبب تلك الحوادث الآخذة في التصاعد، لكن في حالات تكون هناك ضرورات قصوى تتعلق بحياة مريض، يضطر خلالها السائقون للمغامرة في التحرك، بعضهم ينجو من كمائن اللصوص، والبعض يقع فريسة الخداع وشرائك الأفخاخ المنصوبة على الطرقات العامة.