ورد للتو.. تفاصيل انتكاسة معركة بيحان وخيانات القيادات العسكرية وتسليم المواقع للحوثيين وسقوط مئات القتلى والجرحى
وكالة المخا الإخبارية
تعرضت قوات تابعة للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، لانتكاسة جديدة في المناطق الحدودية الواقعة بين شبوة الجنوبية والبيضاء اليمنية، على خلفية عملية التفاف نفذتها ميليشيات الحوثي، وسط معلومات متطابقة تؤكد تعرض قوات اللواء 19 مشاة لخيانة عسكرية من قوات محسوبة على الإخوان، الا ان الميليشيات الأخيرة لم تحسن نفي تلك التهمة، بل أقدمت على فعل أكد ان معركتها الحقيقية ليست مع الحوثيين، محرر صحيفة اليوم الثامن تتبع خيوط معركة انتكاسة بيحان، ليخرج بحصيلة تفاصيل حصرية لمعركة غير متكافئة.
القصة من البداية، الأربعاء الـ21 من يوليو (تموز) الجاري، قالت مصادر عسكرية لمراسل صحيفة اليوم الثامن "إن عشرات المسلحين الحوثيين حاصروا اللواء 19 مشاة الذي يقوده العميد ركن علي صالح الكليبي، في بلدة (فضحة)، الحدودية مع محافظة البيضاء، الأمر الذي أفقد اللواء 150 ضابطا وجنديا (بين شهيد وأسير ومفقود)، في حين ان قائد اللواء علي الكليبي حاصرته السيول عقب انسحابه".
وقالت مصادر عسكرية ان هذه العملية نفذت بالتنسيق مع قوات تدين بالولاء للإخوان وهي ترابط بالقرب من فضحة، الأمر الذي دفع الإخوان إلى محاولة نفي تلك التهمة التي وجهت للتنظيم اليمني المسيطر على شبوة النفطية.
أرسلت سلطة الإخوان في شبوة كتيبة معززة بأسلحة متوسطة، تبين ان جميع افرادها هم من أبناء شبوة ولا ينتمون الى تنظيم الإخوان، وقد تم تجنيدهم قبل أسابيع كحراسة منشآت حكومية في المحافظة بتمويل سعودي، وهم لا يمتلكون أي خبرة سعودية وبدون ارقام عسكرية.
وقالت مصادر أمنية لصحيفة اليوم الثامن "ان الكتيبة المرسلة الى عقبة القندع تعرضت لخيانة أخرى وتم تصفية معظم افرادها"..
وأشار ناجون من افراد الكتيبة انهم بعد وصولهم وتمترسهم في بعض المواقع شاهدوا طائرة مسيرة وهي تحلق فوقهم، الأمر الذي دفعهم الى إطلاق النار عليها، لكن دون ان تصاب بأذى، وما هي الا لحظات حتى أمطر الحوثيون مواقعهم بالقذائف الصاروخية، ليتم تدمير نحو عشر مركبات عسكرية وقتل وجرح من عليها.
وقال مصدر طبي في مأرب لصحيفة اليوم الثامن "ان قائد الكتيبة المكلف "لشقم"، أصيب إصابة بليغة ونقل الى أحد مشافي مأرب للعلاج، وقد تبين انه أصيب بارتجاج في المخ وقد لا يقدر على الكلام مستقبلا ناهيك عن ان الإصابات كانت متفرقة في انحاء جسده، وكذا مقتل وجرح مقربين من قيادات ليست اخوانية وانما موالية لها في شبوة".
و"لشقم" مسلح قبلي موال لميليشيات الإخوان ظهر الشهر المنصرم في صور على الانترنت خلال قمع تظاهرات جنوبية في شبوة، وقد حذره مقربون منه بأن ميليشيات الاخوان ستتخلص منه في نهاية المطاف وهو على ما يبدو حصل في تخوم بيحان الحدودية.
وقال مقرب من أحد القتلى "انه بعد العملية الحوثية الثانية لم ترسل سلطة شبوة الإخوانية أي دعم إلى الجبهة، ولم تكلف نفسها عناء سحب الجثث والجرحى، وان من تكفل بسحبهم من المواقع هم أهالي وذوو الضحايا، في حين لا وجود لأي تواجد لقوات الإخوان".
وقال مصدر في قوات الأمن الخاصة التي يقودها لعكب الشريف "ان الأخير رفض التقدم صوب بيحان، ولكن بعد الانتكاسة التي وقعت حرك قوة من اتباعه الى خط المواجهة الا انه عاد الى مركز عليا ببيحان، وأصبحت الميليشيات الحوثية في المنطقة الجبلية ترابط دون قتال".
حلفاء السعودية
تنظيم الإخوان المتحالف مع السعودية لمواجهة الميليشيات الحوثية، عززت انتكاسة بيحان عدم رغبته في مواجهة الاذرع الإيرانية على الرغم من الدعم الذي يتحصل عليه من الرياض. وقالت مصادر سياسية جنوبية "ان الرياض تمتلك قدرة الدفع بالقوات الرابضة في عتق الى بيحان لمنع الحوثيين من التقدم صوب شبوة والالتفاف على محافظة البيضاء.
وقال مصدر سياسي جنوبي –طلب عدم الإشارة الى اسمه– "ان المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة ايران، تستطيع وعن طريق القائد العسكري في مطار عتق تحريك كافة القوات نحو بيحان للدفاع عنها، إذا هم فعلا جادون في مواجهة الاذرع المحلية لإيران في اليمن".
وقال مصدر في شرطة شبوة لمراسلنا "ان معركة من وصفه بالحوثي لعكب ليست مع "أولاد عمه الحوثيين"، بل مع الجنوبيين في شبوة، لاستمرار سيطرته على ميزان عتق"؛ ميزان لوزن حمولة الشاحنات لدفع الضرائب والجمارك على النفط".
قبائل شبوة وسحب المقاتلين
من جهة أخرى دعا الزعيم القبلي البارز الشيخ لحمر بن لسود، قبائل شبوة قاطبة الى سحب أبنائها، الذين يقاتلون في صفوف ميليشيات الإخوان الإرهابية، ووقف الزج بهم في معارك مع ميليشيات الحوثي خارج حدود الوطن، بغية استنزافهم، في حين أن أرضهم وثرواتهم تتعرض للنهب والتدمير.
وقال الزعيم القبلي في تصريح لصحيفة اليوم الثامن "ان الجنوبيين ليس لهم أي قضية في القتال خارج حدود الوطن الجنوبي، وهي معارك خاسرة لن تفيد الجنوب في أي شيء".. مشددا على ضرورة انسحاب كل أبناء شبوة وعودتهم إلى المحافظة لحراسة موارد المحافظة النفطية والتمتع بخيرات الأرض التي حرم أهلها منها منذ ثلاثين عاماً.
ولفت إلى ان ميليشيات الإخوان تستغل اندفاع أبناء شبوة للقتال إلى الزج بهم في معارك خارج الحدود بهدف استنزافهم بمعارك عبثية، في حين سيتفرغ التنظيم الإرهابي لنهب ثروات شبوة.
وأكد الزعيم القبلي البارز أن قضية الجنوبيين تتمثل في تحرير المدن التي لا تزال محتلة من ميليشيات الإخوان، وليس القتال في مناطق، أهلها لم يقاوموا الحوثيين.
اليوم الثامن