"تيدكس" النسائية تثير جدلا واسعا في حضرموت


 

 


وكالة المخا الإخبارية

 

أثارت فعالية نسوية تحمل اسم (تيدكس)، يعتزم إقامتها في سيئون بوادي حضرموت نهاية الشهر الجاري، جدلا واسع في الوسط الحضرمي، والذي انقسم بين مؤيد لإقامة الفعالية ومعارض.
وحسب القائمون على الفعالية، فإن فعالية تيدكس TEDxSeiyunWomen، هي منصة تحدّث محلية مخصصة للنساء تنطلق من مدينة سيئون في نهاية هذا العام وتعد الأول من نوعها على مستوى المحافظة وضمن 6 فعاليات فقط تقام حول العالم كل عام، يتم تخطيط وتنسيق أحداث TEDx بشكل كامل من قبل نساء محليات مستقلات.

*جدل واسع*

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، جدلا واسع بشأن فعالية تيدكس، حيث دشن نشطاء حملات إعلامية مضادة للفعالية تيدكس، وفي المقابل كانت هناك ردود تؤيد إقامة الفعالية، وكلا له وجهة نظر حول الفعالية.

ومن بين الآراء الرافضة للفعالية ما كتبه، حسين العطاس، والذي كان تحت(أهلا بالماسونية في مدينة سيئون )، والذي قال فيه : إننا اليوم ونحن نعيش في حضرموت وتحديدا في وادينا في مجتمع محافظ تربى على التدين والعادات الأصيلة المتوارثة يراد لنا أن ننجر لهذا الوحل القذر عبر حركات نسوية مشبوهة اختارت من سيئون مكان لفعاليتها لإفساد حصن الأسرة المنيع ألا وهي المرأة الحضرمية.
واضاف : اختارت تيدكس وادي حضرموت المحافظ ليقيم فعاليته النسوية والتي يدعو فيها بنات حضرموت للتحدث في منصة عالمية عن قصص نجاحهم في تخطي حواجز الدين والعادات وكيف عارضن أسرهن ونجحوا في ذلك.

ومن الآراء المؤيدة لإقامة الفعالية ما كتبه د.سعيد الجريري، تحت عنوان تيدكس .. الدجاجة، الديك والنهر، والذي أشار فيه إلى أن الفريق المعارض للفعالية كشف عن ذكورية هشة - بإستثناء ذوي النوايا الحسنة - تخاف من أن يكون للمرأة الحضرمية وجودها الطبيعي في مجتمعها، رغم ما تبديه من مرونة في الموازنة بين نيل حقوقها وطبيعة المجتمع المحافظ.
وأضاف : "تيدكس ليست فعالية كشفت هشاشة البعض فحسب، ولكنها قدمت نماذج لآباء وعوائل تتقاسم الثقة مع بناتها، بوعي أن المرأة المتميزة الواعية التي تدرك أن (الحرية مسؤولية) هي التي تشكل الرجل أو تعيد تشكيله، من أجل مجتمع يحلق بجناحين قويين".

وعلى خلفية هذا الجدل أصدر القائمون على الفعالية بيان توضيحي، أكدوا فيه أن تيدكس حدث محلي يتحدث فيه نساء المجتمع وفق ضوابطهن المجتمعية المحلية، ويحترم خصوصية كل واحدة، ويحافظ على مظهرها الذي تختاره.
وأضافوا بأن تديكس فعالية مجتمعية بحتة بعيد عن أجندة التيارات السياسية أو لا يميل إلى أي منهج إيديولوجي، ومنصة تهتم بعرض افكار وتجارب المجتمع المحلي لإبرازها محليًا و خارجيًا.

*لجنة للنظر في فعاليات تيدكس*

التباين حول فعاليات تيدكس، لم تقتصر على المستوى الشعبي، حيث دفع لدخول الجهات الرسمية في وادي حضرموت على الخط، حيث عقدت السلطة المحلية إجتماع يوم السبت، بحضور وكلاء للمحافظة وأكاديميون، ومدراء مكاتب الأوقاف والشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة، والمرأة، وقد أقر الإجتماع تشكيل لجنة تضم عدد من الجهات المختصة للنظر في محتوى أنشطة وفعاليات تيدكس سيئون المقرر إقامتها في نهاية شهر نوفمبر الجاري.
واستمع الحاضرون من عضوات الفريق المنظم الى شرح توضيحي عن أنشطة الفعالية التي تهتم بنشر اﻷفكار والتجارب الملهمة التي تميزت بها المرأة في وادي حضرموت متجاوزة التحديات والعوائق في مجالات متعددة ، مصحوبة بمعرض لأبرز نتاجات المشاركات في الفعالية .
وأبدى الحاضرون جملة من المقترحات والأفكار التي من شأنها تسهم في انجاح الفعالية وفق شروط ومعايير خاصة تحافظ على القيم والمبادئ والأعراف والتقاليد الخاصة بوادي حضرموت والصحراء.

وعلى الرغم من هذا الجدل الواسع ووصول الأمر إلى الجهات الرسمية، تمضي الفعالية نحو التنفيذ، بشكل ربما قد يكون مقبولا للجمهور المعارض، سيما عقب تدخل السلطات الرسمية وتشكيل لجنة للنظر في الفعالية، وكذا تعديل بعض جوانب الفعالية، وتهذيب خطاب القائمون على الفعالية بما يتوافق مع بيئة المجتمع.