منظمات الإخوان الخيرية.. وسطاء أنقرة لعبور الجواسيس إلى اليمن.. تفاصيل


منظمات الإخوان الخيرية.. وسطاء أنقرة لعبور الجواسيس إلى اليمن.. تفاصيل

 

 

 

 

وكالة المخا الإخبارية

 

تسعى انقرة للتدخل في اليمن، خاصة أن الموقع الاستراتيجي لليمن والثروات التي يتمتع بها ذلك البلد إضافة إلى الأوضاع السياسية والأمنية سالت لعاب أردوغان المتلهف على الثروات، لذلك بدأ أردوغان يتدخل في الشأن اليمنى الداخلي أملًا في تحقيق أطماعه.

 

حيث أكد موقع "أنتيلجنس" المتخصص بأخبار الاستخبارات أن أنقرة قد استخدمت منظمات خيرية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية كوسيط لتمرير جواسيسها إلى اليمن.

 

وتعتقد تركيا أن عدم الاستقرار اليمنى فرصة لنقل الأموال اليمنية وأموال إخوان اليمن إلى تركيا من خلال شراء أغنياء اليمن للعقارات في تركيا، ووفق جهاز الإحصاء التركي، فإن اليمنيين اشتروا بعد 2017 حوالي 28 ألف منزل، وأسسوا 164 شركة، ويتفق ذلك مع تدفق الأموال على عناصر الإخوان بعد سيطرة حزب الإصلاح على محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز.

 

تحركات تركيا في اليمن

 

شرعت وزارة الخارجية التركية فى فتح قنوات للتواصل مع المكونات والقوى السياسية اليمنية، كثفت كذلك الاتصالات، ونظمت اللقاءات وورش العمل الافتراضية، بعدما كان يقتصر تواصلها مع "حزب الإصلاح الإخواني"، الأمر الذى اعتبرته مصادر يمنية بأنها محاولة تركية للعب دور قادم فى الملف اليمنى يتجاوز دورها السابق الذى عرفت به من تقديم الدعم اللوجستى والإعلامي وكذلك الدعم الاستخباراتي الذى يختبئ تحت غطاء العمل الإغاثي والإنساني لجماعة الإخوان فى اليمن.

 

وقد بدأت تركيا تحركاتها نحو اليمن منذ عام 2011 عن طريق إنشاء نصب تذكاري في قلب العاصمة اليمنية صنعاء وعلى مقربة من مقر وزارة الدفاع، وذلك تخليدًا لذكرى الجنود الأتراك الذين فقدوا حياتهم أثناء الاحتلال العثماني لليمن، أما فى عام 2013 فقد بدأت تركيا بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة المعززة بكاتمات الصوت إلى اليمن التي قد استخدمت للكثير من عمليات الاغتيال، وفى العام 2014 استقبلت تركيا عدد كبيرا من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وأبرزهم السياسي والشيخ القبلى ورجل الأعمال والقيادي الإخوانى حميد الأحمر الذى هرب إلى تركيا بعد الانقلاب الحوثى في سبتمبر 2014.

 

أردوغان وأطماعه والأوضاع فى اليمن

 

التحالف العربي باليمن إلى جانب دوره في مواجهة الحوثيين، هو يواجه أيضا وأطرافًا أخرى داخل اليمن وهى «تركيا - قطر - حزب التجمع اليمنى للإصلاح (الإخوان)»وترى تركيا فى الموانئ اليمنية، سواء على البحر الأحمر أو على بحر العرب، فرصة كبيرة بدلًا من إنشاء بنية تحتية وموانئ فى الصومال، فالموانئ اليمنية وما يتوفر لها من بنية تحتية أفضل بكثير جدًا من المرافئ الصومالية حيث تعمل تركيا على تأسيس وبناء مراكز لوجستية كبرى تحقق لها عائدات ضخمة تعوضها عن خسائر الاقتصاد التركي، وبالتالي ترى تركيا أن مصالحها فى اليمن تدور حول السيطرة على حركة النقل البحري عبر مضيق باب المندب، والاستحواذ على عقود استخراج وإدارة الثروات الطبيعية، من نفط وغاز، والحصول على الحصة الأكبر من مشروعات إعادة الإعمار.

 

كما أت هناك طمع تركي خاص فى النفط والغاز اليمنى، وطلبت تركيا الاستثمار في حقول النفط اليمنية عام 2013 أثناء المنتدى التركي اليمنى للطاقة فى صنعاء الذي شاركت فيه 24 شركة تركية، بدعم كامل من حزب التجمع اليمنى للإصلاح الذى شارك فى الحكومة اليمنية بعد «المبادرة الخليجية» فبراير 2012.

 

 

 

وبدأت الأطماع التركية الجديدة فى اليمن قبل ما يسمى بالربيع العربي عام 2011، وحافظت تركيا على علاقات خاصة مع عدد من المكونات اليمنية، خاصة حزب «التجمع اليمنى للإصلاح» الممثل لتنظيم الإخوان الذى تأسس عام 1990، لذلك دعمت تركيا المظاهرات فى اليمن أو ما سمى بثورة 11 فبراير 2011، وظهر الدعم التركي الإخوانى لهذه المظاهرات عندما انضم قادة الإخوان للمظاهرات، خاصة على محسن الأحمر والفرقة الأولى مدرع ضد الحرس الجمهوري، وتوكل كرمان، ووسط انشغال الجميع بالمظاهرات أسست أنقرة مجلس الأعمال التركي اليمنى في 11 يناير (كانون الثاني) 2011.

 

و تقوم استراتيجية أردوغان على أن السيطرة على مضيق باب المندب ستربط مشروعاته فى شرق المتوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء بالقاعدة التركية فى الصومال التي أسسها فى 2017، كما تبنى أنقرة تصورها فى اليمين على أن سيطرة أنصاره «التجمع اليمنى للإصلاح» على باب المندب سيتيح لتركيا مجموعة من الأوراق التي يمكن أن تبتز بها الدول العربية والمجتمع الدولي، خاصة أن باب المندب يمر من خلاله ما يقرب من 4.8 مليون برميل يوميًا، كما يتيح هذا الأمر لأنقرة الحصول على حصة مهمة من التجارة العالمية التى تمر فى بحر العرب وباب المندب، خاصة أن أردوغان يستعد لافتتاح منطقة تجارة حرة جيبوتى باستثمارات غير مسبوقة.

 

وتعتمد الحسابات التركية على أن أي موطئ قدم لها في اليمن سيعوضها عن فقدان خطتها في السيطرة على «جزيرة سواكن» السودانية القريبة جدًا من المدينة المنورة، وفشلت سيطرة أردوغان على جزيرة سواكن بعد خلع الرئيس عمر حسن البشير.

 

تعمل شركة «صادات» مع 4 مواقع مؤكدة فى اليمن، حيث تقوم بتدريب عناصر حزب الإصلاح على القتال وبناء كمائن الأمنية والاقتحامات، وهذه المواقع فى شبوة ومآرب ومحافظتى المهرة وتعز، ونشرت «صادات» أكثر عناصرها الاستخباراتية فى 2019 و2020 فى محافظات تعز والمهرة، ونقلت عناصر الاستخبارات التركية والموالون لها الأسلحة من محافظة المهرة التى كانت هادئة إلى باقى المحافظات التى بها حزب الإصلاح، وتعلب «صادات» دورًا كبيرًا فى الوقت الراهن في تأليب الرأي العام فى المهرة ضد التحالف العربى.

 

شكل حزب التجمع اليمنى للإصلاح «الإخواني» واجهة المصالح التركية فى الفترة من 2011 وحتى 2016، ودعمت تركيا حليفها (حزب التجمع اليمنى للإصلاح)، ليصبح قوة عسكرية على الأرض من خلال مسارين، الأول عدم خسارة عناصره المقاتلة في الحرب ضد الحوثي، والثاني تمكين الإخوان (الإصلاح) من السيطرة على المناطق الغنية بالنفط، خاصة فى مأرب وشبوة، والسيطرة على المناطق الجنوبية الغربية القريبة من باب المندب وبحر العرب.