مؤامرات الإخوان لا تتوقف.. يسرقون صمود القبائل ويعتقلون قادة المقاومة المحلية
وكالة المخا الإخبارية
داهمت قوات الأمن الخاصة في مأرب، الشهر الماضي، أحد فنادق المدينة، التي تتواجد فيها قيادات مقاومة آل حميقان في البيضاء، واعتقلت العميد عبد العزيز الحميقاني واقتادته إلى أحد سجونها لتفرج عنه لاحقاً، مبررة ذلك بأنه اشتباه.
كما تعرض العميد محمد الجرادي، أبرز قيادات مقاومة ريمة في مأرب والتي تأطرت كلواء عسكري، لمضايقات كثيرة واتهامات، وتمت محاصرة منزله من قبل قوات الأمن الخاصة التي تتبع الإخوان المسلمين، وتعد الذراع الطولى أمنياً لهم في مأرب، وتم إيداعه السجن بأوامر القيادي الإخواني القميري المفتش العام في الجيش.
الجرادي قائد اللواء 81، الذي شكل اللواء واستقطب له مئات المقاتلين من أبناء محافظة ريمة، وجد نفسه متهماً بإضاعة السلاح، حيث اعتبر الإخوان تسليح أفراد اللواء عبثاً بالسلاح.
وتم تعيين قائد إخواني جديد للواء كانت أولى مطالبه تسليم الأفراد للسلاح الذي بحوزتهم، وإيقاف مرتباتهم، وتحميل الجرادي مسؤولية انهيار القوات العسكرية في صرواح.
وكان الإخوان المسلمون شكلوا في مأرب قوات الأمن الخاصة كقوة عسكرية أمينة، وتم تسليحها بشكل مكثف بعتاد لا يخصص إلا للوحدات العسكرية، ويصل تعداد هذه القوة إلى أكثر من 10 آلاف فرد.
ويستخدم الإخوان هذه القوات لقمع وإهانة وتهديد القادة العسكريين الذين لا يدينون بالولاء لقيادات الإخوان المسلمين العسكرية في مأرب، حتى وإن كانوا في مقدمة الصفوف يواجهون مليشيات الحوثي.
وعملت قيادات الإخوان المسلمين، التي تدير الملف العسكري في مأرب والمناطق العسكرية الثالثة والسابعة والسادسة، على تهميش وإقصاء كل المجاميع التي قدمت من مناطق الشمال بعد أن واجهت مليشيات الحوثي في معاقله.
المقاومة الشعبية في محافظة إب، والتي قادها بشجاعة من داخل الشعاور والأهمول آل الشعوري بقيادة العميد فيصل الشعوري، تعرضت للخذلان في داخل إب من قبل الشرعية، وحين انتقلت إلى مأرب وشكلت لواء الحزم توجهت للقتال في جبهة نهم في المواقع المتقدمة وكان لهذه القوات تضحيات وانتصارات ميدانية لافتة.
وكان جزاء هذه القوة العسكرية أن تتعرض للاستهداف الممنهج من قبل قيادات الإخوان المسلمين، وتغيير قياداتها، والعمل على تفكيكها وتشتيت أبرز قادتها الميدانيين الذين تحول بعضهم إلى وحدات أخرى وبعضهم عادوا إلى مقرات سكنهم، ومن تبقى منهم في اللواء عليه أن يقبل بكل ما يقرره قادة الإخوان مهما كان.
وغير بعيد شكلت مقاومة الرضمة حالة صمود فريدة أمام زحف مليشيات الحوثي إلى إب بداية سنوات الحرب، وصمدت هذه المجاميع بقيادة الشيخ الدعام وأتباعه، والذين انسحبوا بعد ذلك وتوجهوا إلى محافظة مأرب ليتم تأطيرهم ضمن لواء عسكري على أن يستقطب الدعام مقاتلين جدداً يضمهم إلى هذا اللواء، غير أن قرارات قيادات الإخوان المسلمين عملت على تقزيم هذه القوة إلى كتيبة فقط داخل لواء يقوده أحد قيادات الجيش الموالية للإخوان.
وحين طالبت مقاومة الرضمة والشعاور والأهمول بالسماح لها أن تتوجه إلى حدود محافظة إب مع الضالع رفضت قيادات الإخوان المسلمين ذلك المقترح، لأن محور إب وكل الوحدات التي تتبعه في الضالع وحدود إب يتبعون حزب الإصلاح في إب والضالع وتواجد قوات غير إخوانية مخلصة للمعركة والقتال سيشكل خطرا على هيمنه الإخوان على الملف العسكري في محور إب.
وفي حين يتم تهميش واستهداف مجاميع كبيرة من المقاتلين وحصارهم في مأرب وعدم السماح لهم بالمشاركة في عمليات تحرير محافظتهم.. في المقابل يسيطر الإخوان المسلمون على محور إب، ويمارسون فيه صوراً حالكة من الفساد والفيد والعبث الذي طال حتى مرتبات الجنود وتزوير قوام الألوية.
مقاومة عتمة التي تشكلت في داخل عتمة وواجهت المليشيات الحوثية أيضاً تعرض أفرادها لاستهداف ممنهج حال دون السماح لقيادتها بتأطير الأفراد في وحدة عسكرية متماسكة، بمبرر أن هذه القوات تتبع حزب المؤتمر، وتواجدها ضمن وحدة عسكرية يشكل خطرا على سيطرة الإخوان على الملف العسكري في مأرب.
وخلال الأيام الماضية مع هجوم مليشيات الحوثي على مأرب انخرط أفراد مقاومة إب والرضمة وريمة وعتمة والبيضاء في معركة الدفاع عن مأرب، في حين اختفت كل القيادات الإخوانية التي كانت هي من تقرر مصير الجيش وتشكيلاته وسلمت نهم والجوف للمليشيات، ولولا صمود قبائل مأرب والمخلصين من أبطال الجيش لكانت المليشيات الحوثية قد أحكمت سيطرتها على مأرب بالكامل.
وفي حين يدافع عن مأرب إلى جانب قبائلها وأحرار الجيش من تعمد الإخوان المسلمون إقصاءهم سابقاً.. يتغنى الإخوان اليوم بصمود المقاتلين في مأرب، ويرفعون هذا الصمود باعتباره من صنيع قواتهم التي سبق أن سلمت نهم والجوف في هزيمة وجريمة تتجرع مأرب اليوم مخاطرها.