لندن تتدخل في أزمة "بن مبارك".. سفيرة بريطانيا تبحث مع الزُبيدي العلاقة بين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية


لندن تتدخل في أزمة

لندن تتدخل في أزمة "بن مبارك".. سفيرة بريطانيا تبحث مع الزُبيدي العلاقة بين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية


وكالة المخا الإخبارية

في تطور جديد للأزمة السياسية الداخلية في اليمن، دخلت المملكة المتحدة على خط الأزمة بين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، حيث عقدت سفيرة بريطانيا لدى اليمن، عَبْدة شريف، اتصالاً مرئياً مع عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزُبيدي، لمناقشة تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وناقش اللقاء، الذي جاء في ظل تصاعد التوترات بين مجلس القيادة الرئاسي وحكومة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، سُبل تعزيز العلاقة بين الطرفين وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الاقتصادية الخانقة، خاصة في ظل انهيار سعر صرف العملة المحلية، وارتفاع الأسعار، وتدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، بالإضافة إلى توقف صادرات النفط والغاز التي تشكل عصب الاقتصاد اليمني.

وأكد الزبيدي خلال اللقاء على أهمية تعزيز وحدة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي، وتنسيق العلاقة بين المجلس والحكومة والسلطات المحلية في المحافظات، بما يضمن وحدة القرار وتكامل العمل بين مختلف الجهات على المستويين المركزي والمحلي. 

كما شدد على ضرورة تعاون الجهات المحلية والإقليمية والدولية لدعم الحكومة في تفعيل الموارد الاقتصادية، وإعادة تصدير النفط والغاز، وضمان وصول الإيرادات إلى البنك المركزي.

وجاءت هذه المناقشات في وقت تشهد فيه العلاقة بين مجلس القيادة الرئاسي وحكومة بن مبارك توترات حادة، خاصة بعد أن طالب عدد من الوزراء بإقالة رئيس الحكومة، وسط اتهامات بالفشل في إدارة الأزمة الاقتصادية والسياسية.

 وقد كشفت مصادر سياسية في العاصمة السعودية الرياض أن اجتماعاً لمجلس القيادة الرئاسي قبل نحو شهر شهد نقاشات حادة حول إمكانية إقالة بن مبارك، وتم تحديد أسماء مرشحة لخلافته في المنصب.

ووفقاً للمصادر نفسها، تدخلت السفيرة البريطانية بشكل مباشر في الأزمة، حيث عقدت اجتماعات فردية مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في الرياض، ودعت إلى منح بن مبارك فرصة لمدة ستة أشهر لتصحيح الأوضاع.

 إلا أن موقف واشنطن يبدو مختلفاً، حيث نقل دبلوماسيون أمريكيون إلى بعض أعضاء مجلس القيادة رسالة واضحة مفادها: "إما أن تعملوا معه أو تقيلوه"، في إشارة إلى تغير الموقف الأمريكي الذي كان سابقاً داعماً لبن مبارك.

وتشير مصادر سياسية إلى أن المطالبات الأخيرة بإقالة بن مبارك أعادت فتح النقاش داخل مجلس القيادة الرئاسي حول تعيين شخصية بديلة، حيث يُعتقد أن رئيس المجلس رشاد العليمي يدعم بقوة هذا التوجه، خاصة في ظل الصراع الحاد بينه وبين بن مبارك.

ويأتي اتصال السفيرة البريطانية مع الزُبيدي في هذا الإطار، حيث تمت مناقشة الخيارات المتاحة للتعامل مع الأزمة الحالية، في محاولة لاحتواء التوترات الداخلية وتجنب المزيد من التدهور في الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعاني منها اليمن منذ سنوات.