كارثة صحية تضرب العاصمة اليمنية


كارثة صحية تضرب العاصمة اليمنية

كارثة صحية تضرب العاصمة اليمنية


وكالة المخا الإخبارية 

تعيش العاصمة عدن على وقع كارثة صحية وإنسانية متفاقمة، مع تسجيل تسع حالات وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم طفل وامرأة، نتيجة تفشي موجة خطيرة من الأوبئة، في مقدمتها حمى الضنك والكوليرا والملاريا، وسط انهيار شبه كامل في القطاع الصحي، بحسب ما أفادت به مصادر طبية وسكان محليون.

وأكدت المصادر أن عدد الوفيات الناتجة عن الحميات المختلفة ارتفع إلى 54 حالة منذ منتصف أبريل، محذّرين من أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير نظراً لعدم الإبلاغ عن العديد من الحالات، نتيجة الفقر المدقع وعجز كثير من الأسر عن نقل المرضى إلى المستشفيات، في ظل أزمة معيشية خانقة وانعدام القدرة الشرائية جراء انهيار العملة وتوقف الرواتب.

وفي مشهد لا يقل مأساوية، تتفاقم الأوضاع الصحية في المدينة بسبب الانفجار البيئي الناتج عن طفح مياه الصرف الصحي في شوارع وأحياء واسعة، حيث تحولت بعض الأحياء إلى برك ملوثة تسبح فيها النفايات، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة وتحويل طرق رئيسية إلى مناطق موبوءة لا تصلح للاستخدام.

ويعزو المواطنون وخبراء محليون الكارثة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، التي تسببت بتعطيل مضخات الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى تسرب المياه الملوثة إلى منازل السكان في أحياء تعاني هشاشة في البنية التحتية، ما يزيد من احتمالات انتشار أمراض قاتلة، ويُشكّل تهديداً مباشراً للحياة العامة.

وفي ظل هذا الوضع الخطير، أطلق مكتب الصحة في عدن نداء استغاثة عاجل إلى الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، محذّراً من انهيار كامل للمنظومة الصحية إذا لم يتم التدخل العاجل. كما ناشدت قطاعات واسعة من المواطنين السلطات المحلية بتوفير الديزل اللازم لتشغيل المضخات، وإنقاذ المدينة من الغرق في مستنقع الأوبئة والمياه العادمة.

وتحذر تقارير طبية من أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إلى تفشي وبائي واسع النطاق، وتحول عدن إلى بؤرة كارثية للعدوى، ما يستدعي استنفاراً حكومياً وإنسانياً عاجلاً قبل فوات الأوان.