حسم الجدل بشأن مصير أطفال يهود اليمن الذين هاجروا مع عائلاتهم إلى إسرائيل
وكالة المخا الإخبارية
وأخيراً اعترفت إسرائيل بقضية اختفاء أطفال المهاجرين اليهود من اليمن كما صادقت على قانون ينص على الاعتراف بقضيتهم وقررت تحويل تعويض مالي لعائلاتهم فما قصة هؤلاء الأطفال؟
في خمسينات القرن الماضي وتحديداً بين عامي 1949 و1950، قامت إسرائيل بترحيل حوالي 50 ألف يهودي مع أطفالهم يعيشون في اليمن إلى إسرائيل من خلال عملية أطلق عليها اسم "بساط الريح".
لدى وصولهم إلى إسرائيل، ظهرت قضية علنية تتمثل في اختفاء الأطفال. إذ فُقد أكثر من عشرة آلاف طفل يهودي يمني. وادعت السلطات الإسرائيلية آنذاك بأن الأطفال ماتوا في المستشفيات بسبب أمراض معدية وتم اعلام اهاليهم بذلك دون إعطاء شهادات وفاة. لكن معلومات ترددت عن أنهم تعرضوا للاختطاف بهدف بيعهم لعائلات من أصول أوروبية تبحث عن أطفال للتبني، وأن كثيراً من المواليد اختطفوا في عملية رسمية سرية منظمة من أجل تسليمهم لناجين من المحرقة النازية لليهود لا ينجبون وفي رواية ثالثة أن الغرض من اختطافهم كان اجراء تجارب طبية عليهم.
وبالفعل فقد كشفت وثائق إسرائيلية رسمية عن أن مئات الأطفال اليهود اليمنيين قد خضعوا لتجارب طبية في إسرائيل ونشرت لجنة متابعة القضية صوراً لبعضهم وهم عراة في غرف تشبه المختبرات العلمية.
وبقيت القضية عالقة بين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والعائلات اليمنية مدة سبعين عاماً، فقد نفت ثلاث لجان قامت بدراسة القضية واستنتجت بان الأطفال توفوا رغم ان العائلات لم تتسلم جثامين اطفالها او حتى ابلاغهم بأماكن دفنهم الى أن اعترفت السلطات بانه بالفعل تم اختطاف هؤلاء الطفال من ذويهم.
وكانت عشرات العائلات اليمنية اليهودية قد تقدمت بدعوى قضائية جماعية تطالب بتعويضات تصل الى الملايين من السلطات الإسرائيلية والوكالة اليهودية.
وقالت هذه العائلات ان قانون التقادم لا ينطبق على القضية بالرغم من مرور 70 عاماً لأن المؤسسات المعنية لم تقدم تفسيراً لاختفاء الأطفال، وانه يجب رفع السرية عن الملفات المتعلقة بقضية أطفال اليمن.
وبعد اعتراف السلطات الإسرائيلية باختفاء الأطفال، تم تحديد التعويضات للعائلات المنكوبة بواقع 40 ألف دولار لأفراد عائلة توفي طفلهم ولم يتم ابلاغ العائلة بأمر وفاته أو عدم العثور على مكان دفنه.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "التعويض المالي ليس من شأنه أن يعوض عن المعاناة الرهيبة التي كانت تنتاب ولا تزال تنتاب العائلات، والتي تكون بمثابة المعاناة التي لا تطاق"، معلنا أنه "أوعز إلى وزير التربية والتعليم بإدراج قضية الأطفال اليهود المنحدرين من أصول يمنية ضمن الكتب التعليمية للطلاب الإسرائيليين".
وقد طرحت هذه القضية، مسألة التمييز والعنصرية التي مارستها إسرائيل ضد اليهود من أصول شرقية الذين قدموا من الدول العربية او ما يطلق عليهم "السفارديم"، رغم انهم يشكلون نصف السكان اليهود في البلاد. كما يطلق على بقية اليهود " الاشكناز"، الذين قدموا من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
بقي ان نذكر أن عدد اليهود اليمنيين في إسرائيل اليوم حوالي 350 ألفاً. وهم يتوزعون في أماكن عدة من البلاد مثل نتانيا ورحوفوت وبيتح تكفاه بالقرب من تل أبيب. وكذلك في مدينة القدس. كما يعيشون في كريات شمونة القريبة من الحدود اللبنانية، وفي المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية.