في معركة لودر التي خلفت عشرات القتلى والجرحى.. كيف أصبح "هادي وأتباعه" الحلقة الأضعف
وكالة المخا الإخبارية
أعلنت قوات تدين بالولاء لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، سيطرتها على مركز ادارة أمن لودر، عقب معركة خلفت عشرات القتلى والجرحى اغلبهم مدنيون، في إطار الصراع الداخلي في معسكر ما يسمى بالشرعية اليمنية المدعومة سعوديا ومن أطراف إقليمية أخرى.
وقالت مصادر أمن جنوبية "إن قوات الحزام الأمني في لودر حيدت قواتها من الاشتراك في القتال الذي دار بين الأطراف المتصارعة داخل معسكر ما يسمى بالشرعية اليمنية، فيما كشفت مصادر مسؤولة في شبوة عن نجاح نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، في إزاحة أحمد صالح العيسي، عن ميناء قنأ، وعودة الأخير الى توريد مشتقاته النفطية عبر ميناء الزيت بالعاصمة عدن.
وقال بيان صادر عن أذرع الأحمر الأمنية المحلية "انها نجحت في دحر من أسمتها بالفلول المتمردة من مركز شرطة لودر، عقب معركة استمرت ست ساعات، وانها قامت باجتياح المدينة بالاعتماد على القوات المشتركة جاء بعد تنصل مدير أمن لودر ورفضه الانصياع لقرار وزير الداخلية إبراهيم حيدان المقيم في وادي حضرموت منذ شهور".
والقوات المشتركة هي تشكيلات ميليشياوية يدين قادتها بالولاء لنائب الرئيس اليمني وتنظيم إخوان اليمن، وتشير مصادر إلى ان بينهم متطرفون، وتشير العديد من التقارير الى شخص الخضر جديب وهو أمير سابق في تنظيم القاعدة، قبل ان يستقطبه وزير الداخلية المعزول أحمد الميسري، وينصبه قائد حراسته.
وقالت مصادر عاملة في ميناء قنا لصحيفة اليوم الثامن "ان توجيهات صدرت من نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، الى رجل الاعمال أحمد صالح العيسي، طلب منه التوقف عن توريد مشتقات نفطية إلى الميناء الذي أسس بتمويل من العيسي".
وذكرت المصادر ان الخلاف بدأ بين العيسي وبن عديو محافظ شبوة، حينما أقدم الأخير على مصادرة شحنة وقود كبيرة كانت على متن سفينة تابعة للعيسي، خلال شهر رمضان الفائت، وقد وجه بن عديو بالاستحواذ على المشتقات لحظة دخول سفينة العيسي ميناء قنا، وقام بصرف الشحن لكهرباء محافظة شبوة، دون ان يدفع قيمتها لأحمد العيسي".
وتطور الخلاف الى إلغاء بن عديو اتفاقية تشغيل الميناء من قبل العيسي، ومنح اتفاقية لاتباعه من حزب الاخوان المقربين من نائب الرئيس اليمني، وقد تدخل الأخير كوسيط لإنهاء الخلاف، لكنه نجح في إزاحة العيسي الذي عاد الى توريد المشتقات النفطية إلى عدن بدلا من ميناء قنا".
وقالت مصادر عاملة في ميناء الزيت بالبريقة لصحيفة اليوم الثامن ان سفينة مشتقات نفطية وصلت الى الميناء وافرغت حمولتها بعد ان دفع الضرائب، على عكس السابق الذي كان العيسي يدخل المشتقات الى الميناء دون ان يدفع ضرائب، وهي المرة الأولى التي يتم فيها دفع الضرائب.
وأشارت المصادر الى ان العيسي قد ابعد بشكل نهائي من ميناء قنا الذي مول مشروع الانشاء، بعد ان تم التوقيع على اتفاقية بين محافظ شبوة والمجموعة التجارية التابعة لرجل الأعمال الذي يشغل منصب نائب مدير مكتب الرئيس هادي للشؤون الاقتصادية.
وعاد العيسي إلى عدن، كتاجر لا يحظى بأي دعم من الرئاسة اليمنية التي كانت تمنحه اعفاء من دفع الضرائب، الا ان الصراع الذي شهدته مدينة لودر مؤخراً، يكشف بوضوح حجم الحرب التي يتعرض لها العيسي من نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ومحافظ شبوة محمد صالح بن عديو.
وصباح السبت قالت مصادر وثيقة الصلة إن سلطة شبوة الإخوانية الممولة من قطر وتركيا، أرسلت عند الساعة السادسة وخمس وعشرين دقيقة، تعزيزات عسكرية إلى أبين، يرجح أنها لدعم القوات التي سيطرت على لودر "الجمعة".
وقال مصدر قبلي لصحيفة اليوم الثامن "ان 20 مركبة عسكرية (بألوان القوات العسكرية السعودية)، تحمل مسلحين بلباس مدني تحركت من مدينة عتق مركز محافظة شبوة، بالإضافة الى مركبتين تحملان مضاد طيران".
ويبدو جليا ان الصراع في أبين قد تعددت صوره، فنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر يحشد قواته من مأرب ووادي حضرموت للوصول إلى مدينة زنجبار مركز محافظة أبين، الا انه لا يخفي توجهات بن عديو لمنع العيسي من مواصلة تهريب المشتقات النفطية للحوثيين عن طريق منفذ (الحلحل) الذي يربط أبين بمحافظة البيضاء.
وقالت مصادر وثيقة الاطلاع "ان الرئيس اليمني المنتهية ولايته ورجل الاعمال أحمد صالح العيسي، أصبحا الحلقة الأضعف في الصراع داخل معسكر ما يسمى بالشرعية اليمنية".. وتشير المصادر الى ان طموح الأحمر في الوصول الى الرئاسة، أصبح ممكناً خاصة وان الرئيس قد غادر "مقر اقامتهما" إلى الولايات المتحدة الأمريكية بغرض العلاج، وسط انباء تشير الى ان النائب بات المرشح الوحيد لخلافة هادي، فيما اذا أفادت التقارير الطبية ان الأخير لا يستطيع العودة للحكم، حيث يعاني من مشاكل في القلب وقد يتم تنصيب نائبه بديلا له، بنفس السيناريو الذي تم في صنعاء حين حاول الاخوان اغتيال "صالح"، ثم اجبر على تسليم السلطة لنائبه هادي، الذي عاد وسلم السلطة للإخوان على اعتبار انهم من حاول قتل صالح في واقعة قصف مسجد دار الرئاسة بصنعاء في العام 2012م.
وخلال السنوات الماضية، قاتلت قوات، بعضها يدين بالولاء لهادي، لمحاولة اسقاط زنجبار، لمصلحة نفوذ الأحمر، الا ان القوات الجنوبية المدافعة تمكنت من التصدي لتلك الهجمات، لكن تنظيم الإخوان الذي يحشد ويجند في مدينة تعز، يرى ان إزاحة هادي وتنصيب الأحمر لن يتم الا بعد الانتهاء من السيطرة على عدن العاصمة وباب المندب، بعدها تصبح إزاحة هادي ممكنة في ظل وجود اعتراف أمريكي بالحوثيين كطرف رئيس، وهو ما يعني ان نائب الرئيس اليمني الزيدي يريد ان يكون التفاوض على أساس "الاخوان والحوثيين"، على اعتبار انهما طرفا الصراع في اليمن.