تفاصيل مدوية.. نهب 6 مليارات ريال مخصصة لجرحى تعز
وكالة المخا الإخبارية
فجر مسئول حكومي في تعز قنبلة مدوية كشفت حجم التلاعب في ملف الجرحى من قبل جماعة الإخوان.
وكشف مدير وكالة "سبأ" الحكومية في تعز محمد طاهر عن تفاصيل اجتماع تم منتصف العام الماضي بين المحافظ نبيل شمسان ورئاسة اللجنة الطبية لمعالجة الجرحى التابعة لمحور تعز.
مضيفاً بان المحافظ سأل اللجنة عن وجود قاعدة بيانات ورقية أو الكترونية لديها بعدد الجرحى الذين تم علاجهم والجرحى الذين بحاجة للعلاج في الخارج ونوع الاصابة وفق تقارير طبية والمبالغ المطلوبة لعلاجهم.
وكشف طاهر بان اللجنة ردت على المحافظ بعدم وجود ذلك، وهو ما أثار دهشة المحافظ متسائلاً عن كيفية قيامه بمخاطبة الرئاسة والحكومة بجحم المبالغ المطلوبة لمعالجة دفع جديدة من الجرحى دون وجود قاعدة بيانات؟.
اللجنة اكتفت بأن يطالب المحافظ بالمبالغ المتأخرة ، وان يمهل اللجنة فترة من الوقت لتجهيز قاعدة بيانات الكترونية للجرحى ، وعلق طاهر ساخراً : واعتقد للأن وهم يجهزون!! !!
هذه الفضيحة المدوية استدعت رداً بلغة منفعلة من قبل اللجنة الطبية العسكرية لجرحى تعز التي شنت هجوماً عنيفاً ضد مدير وكالة "سبأ" محمد طاهر في بيان أصدره بعد ساعات من حديث طاهر.
البيان اكتفى بالرد على ما قاله طاهر بان الاجتماع تم عقب تشكيل اللجنة بقرار من وزير الدفاع، وقال بأنها "تسلمت مهامها دون أن يكون هناك قاعدة بيانات موسعة وتفصيلية بشأن الجرحى"، زاعماً بأن اللجنة أنجزت قاعدة بيانات خلال مدة قصيرة من بدء ممارسة مهامها.
اللافت ان البيان اكتفى بفقرة واحدة فقط للرد على ما ذكره طاهر ، وخصصت باقي فقرات البيان للهجوم العنيف ضده ، بل واعتبرته تبرير لاحتجاز مخصصات علاج الجرحى في البنك المركزي في عدن.
وفي حين لم يشير طاهر في حديثه الى اتهام اللجنة بالتسبب في عرقلة مستحقات الجرحى ، اعتبرت اللجنة في بيانها ما قاله طاهر بأنه "محاولة مفضوحة لتبرير الخذلان المتعمد لجرحى تعز، ولتغطية الاحتجاز الممنهج لمخصصات علاجهم منذ عامين في وزارة المالية والبنك المركزي بعدن".
وأضاف البيان : هذه التبريرات التي أطلقها إعلامي محافظ تعز، جاءت عقب يوم من نشر مكتب إعلام محافظة تعز أخبارًا تتضمن توجيهات لرئيس الوزراء بشأن صرف مخصصات الجرحى، لتبدو تلك التبريرات كمساعٍ للتنصل من توجيهات رئيس الحكومة.
وزعمت اللجنة في بيانها بأنها تواصلت بالبنك المركزي، حول توجيهات رئيس الوزراء ، وقالت بأنها تفاجأت برد البنك بعدم وصول أي توجيهات إليهم بصرف مبالغ للجنة الجرحى، معلقة بالقول : ما يعني أن التوجيهات ما تزال حبرًا على ورق.
اللافت في البيان تبريره قيام قيادة محور تعز والسلطة المحلية باستقطاعات من مرتبات منتسبي المحور والموظفين بانها كانت "حلول ترقيعية للتخفيف من معاناة جرحى المحافظة".
مصادر مطلعة سخرت من تبريرات اللجنة التي ساقتها في بيانها بعدم وجود قاعدة بيانات بالإشارة الى ان الاجتماع مع المحافظ جاء بعد وقت قصير من قرار تشكيلها.
حيث قالت المصادر بان أغلب أعضاء اللجنة الحاليين هم ذاتهم أعضاء اللجنة السابقة المكلفة بالجرحى والتي كانت ترأسها وكيلة المحافظة إيلان عبدالقوي ، وتم فقط إضافة عضوين لها وهما القائد العسكري بمليشيات الأخوان وهيب الهوري والقيادي الاخواني نشوان الحسام.
ولفتت المصادر الى العبث والفساد بملف الجرحى بدأ منذ اليوم الأول للحرب ، عبر ما تسمى بمؤسسة رعاية الشهداء والجرحى والتي يقودها القيادي الاخواني نبيل جامل ، والتي تم الكشف مؤخراً عن حجم الأموال المهولة التي تسلمتها باسم الجرحى.
وبحسب الناشط السياسي عبدالستار الشميري فان المؤسسة تلقت مبالغ مهولة منها مبلغ 300 مليون سعودي وما يقارب من 6 مليار يمني من الحكومة من بينها مبلغ 500 مليون ريال تسلمتها دفعة واحدة من حكومة بن دغر السابقة.
المصادر اكدت بان العبث الحاصل في ملف الجرحى يؤكد عدم وجود قاعدة بيانات حقيقة للجرحى ، بوجود حالات في الخارج تتلقى العلاج منذ ثلاث سنوات اغلبها تماثل للشفاء ، وحالات أخرى لجرحى تم نقلهم الى الخارج رغم ان اصابتهم يمكن علاجها في الداخل.
وذكرت المصادر بالعقد الذي تقوم لجنة المحور بإجبار الجرحى على توقعيه وينص على تحمل الجرحى نفقات علاجهم في الخارج مع قيمة تذاكر السفر.
وينص العقد بان اللجنة تتحمل فقط تكاليف السكن والغذاء لفترة زمنية تحددها هي ، مع الزام الجريح على العودة بعد هذا الفترة التي تحددها اللجنة ، مع الزام الجريح بعدم مطالبة اللجنة بأي تكاليف غير ما ذكر في العقد.
وبموازاة هذا العبث يتعرض عدد كبير من الجرحى للإهمال في الداخل والخارج جراء كونهم ليس من عناصر الإخوان ، اخرهم الرائد عبدالفتاح عبده سعيد هائل الجرادي رئيس عمليات جبهة الصلو الذي توفى اثر مرض في نخاع العظم كان بحاجة الى عملية في الخارج لكنه اهمل ولم يتم تسفيره وهو ما يؤكد ان ملف الجرحى بات أداة ابتزاز وارتزاق من قبل جماعة الإخوان.
يذكر ان المحافظ شمسان شكل ثلاثة لجان لمعالجة اهم ثلاثة ملفات ملحة وذلك قبل قرابة عامين منها معالجة وضع الجرحى ووضع قائد المحور رئيس للجنة وممثل عن المكونات السياسية وممثل عن السلطة المحلية الا ان قائد المحور رفض استدعاء اللجنة والاجتماع بها ولم تجتمع ننذ تشكيلها وهو مايؤكد ان قيادة المحور الإخواني يستخدم هذا الملف للابتزاز السياسي لا أكثر دوان الأكتراث لمعاناة الجرحى والآمهم..