شاهد من أهلها.. حضرموت العجوز قبل الوحدة اليمنية وكيف حولها (الزعيم) إلى عروس


شاهد من أهلها.. حضرموت العجوز قبل الوحدة اليمنية وكيف حولها (الزعيم) إلى عروس

شاهد من أهلها.. حضرموت العجوز قبل الوحدة اليمنية وكيف حولها (الزعيم) إلى عروس

وكالة لمخا الإخبارية 


يؤكد أبناء محاافظة حضرموت يوما بعد يوم حبهم الكبير للوحدة وكيف انتشلت الوحدة محافظة حضرموت في عهد الزعيم علي عبدالله صالح من البؤس والكهولة إلى الحياة المليئة بالعنفوان والحيوية.


الكاتب والسياسي الحضرمي فريد با عباد، شاهد عيان ومن أبناء حضرموت يقول في مقال له: "لن أجادل كثيرا. ولن أتكلم كثيرا. ولن أناقش كثيرا. ولن أتطرق كثيرا. ولكنني سأتحدث عن منحا وشكلا واحدا. من حياتنا قبل الوحدة قليلا كان أم كثيرا".

وأضاف: "رغم تشعيبات وارتباطات كل شكل من إشكال الحياة بأمور متعددة. إلا أنني سأتناول واحدا من عصب الحياة وشريان النمو الاجتماعي والاقتصادي، انه المواصلات بين البشر والتنقل في محافظة حضرموت فقط . قبل الوحدة اليمنية المباركة وبعدها. دون الدخول في التفاصيل والأرقام".

وتابع: "الكل يعرف أن المكلا عاصمة محافظة حضرموت. وهي المدينة الثانية في ترتيب المدن في الشطر الجنوبي من اليمن قبل الوحدة اليمنية المباركة، ولكن ليس الكل يعرف أننا كنا نستخف ونستهزئ قهرا بتلك الدولة والحكومة ومجموعة القيادة التي كانت تحكم آنذاك (الحزب الاشتراكي) . وهذا الاستخفاف هو نوع من أنواع المعارضة الصامطه الغير معلنه والمحرمة. فأنت تخاف من أخيك شقيقك فلايمكن لك أن تبوح علنا وتنتقد علنا. وإلا كان مصيرك في المحافظة السابعة(اصطلاحاً) هكذا كنا نقول".

سياسي حضرمي يصف الانتقالي بهذا الوصف ويحذر من أصحاب النفوس المريضة.. تفاصيل

وأكد با عباد أن المكلا بما تحمله من تاريخ ومكانه لايوجد فيها سوى شارع أو لنقل شويرع واحد فقط فأية مدينة كانت تلك !؟

وأشار إلى أن الذين عايشوا الفترتين ما قبل الوحدة وما بعدها الحمد لله لازالوا أحياء. ويروون كيف أصبحت المكلا فعلا مدينه تعج بالشوارع المتعددة. بل وأصبحت بقدرة الرجال وبمنجزات الوحدة اليمنية من أجمل المدن اليمنية بل وأجملها . تلك هي المكلا والتي كانت قبل الوحدة أشبه بالعجوز والتي تنتظر يوم دفنها".

لافتا إلى أن بعد الوحدة تغيرت تلك العجوز. وعادت لها الحياة والحركة وأصبح لها شوارع كمدن العالم الأخرى. وانتقلت بقدرة قادر من عجوز شمطاء لا تقوى على التحرك إلى عروس تنتظر عريسها والذي أتاها في مايو ولم يغادرها وبدأ يضخ لهادم جديد أعاد لها الحياة. منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا وكل فترة وأخرى نرى فيها شارع جديد.

وقال: "تلك المكلا عاصمة حضرموت قبل الوحدة اليمنية وكيف كان حالها يرثى له كونها المدينة الثانية، أما في سيئون كنا نتنقل بين مناطق الوادي (إن أجبرتنا الظروف ) وما أصعبها من ظروف بسيارات اللاندروفر الانجليزية حتى وقت قريب جدا وليس ببعيد، وتكاد تنقلات أو انتقال المرضى والنساء تضاعف معاناتهم وأنا هنا أتحدث فقط عن سيئون ومحاولها من مدن وليس الأودية الأخرى".

واستشهد بأحد المواقف مستطردا: "بل من المضحك هنا (وله دلالاته ) أننا إذا ذهبنا إلى مركز المدينة لقضاء بعض المصالح وتجاوزت الواحدة بعد الظهر ولم نعد نكون قد جنينا على أنفسنا من طول الانتظار فالحركة شبه معدومة ومشلولة والحياة والنقل في تلك الساعة تعتمد على ضربات الشمس وضربات الحظ حيث لا يمكن الفرار من ذلك" .

وأضاف: "لا شوارع مسفلته ولا تخطيط لشوارع. بل أكون واقعيا لأقول لايوجد شوارع بالأساس. والطريق الوحيد والذي يشبه شي نسميه طريق يمتد من خارج سيئون متجها إلى المكلا . تمر فيه سيارات النقل وتختفي لجزء من الساعة. وكأننا في منطقة مهجورة ذلك كان قبل الوحدة باثنتين أو ثلاث من السنين" .

وتابع: "إذا كان الحال هكذا كان في اكبر مدن وقرى الوادي فماذا عساه يكون في المناطق الأخرى ؟ والتي يسأل سكانها أنفسهم (فقط ) باستخفاف في ذلك الوقت هل هناك دوله نحس بوجودها من خلال خدماتها وانجازاتها من الطرق والمواصلات !؟ أم أن الدولة فقط نراها ونحس بها بالرعب والاستبداد والتسلط والحكم الشمولي !؟".


وأكد أن معاناة كل القرى والمدن في طول أودية حضرموت يصعب وصفها ويطول شرحها. ونجدها مناسبة للذكرى لنعرف الفرق الهائل فيما كنا نعانيه وكيف أصبحنا.

وأشار إلى أن حضرموت اليوم تقطف الثمار الحقيقيه من اكبر منجز حققه اليمن. ألا وهو الوحدة اليمنية.وحركتها التنموية الكبيرة، وتذهب أينما ذهبت إلى الساحل ومدن الشحر وقصيعر وحتى حدود الشقيقة عمان. والطرق والأنفاق وتلك تعد بمئات الكيلومترات من الطرق الطويلة.

لافتا إلى الجانب الغربي من المكلا. حيث يبدو أن المكلا قد ولدت لها فروع من المدن والشوارع المسفلتة. وحتى تتجه إلى عدن وتلك المئات من الكيلومترات المسفلتة. ونحن الآن في حضرموت نقطعها شمالا وجنوبا وشرقا وغرب في طرق مسفلته وبالفعل تكاد كل مديريات ومراكز المديريات قد تواصلت بالطرق الحديثة.

واختتم مقاله قائلاً: "كل ذلك رغم اتساع هذه المحافظة الكبيرة. فشتان بين عهد الشارع الواحد في المكلا قبل الوحدة اليمنية المباركة وشبكة الطرق التي تربط كل مراكز حضرموت اليوم .
لم نعد نفكر ونطالب بسفلتة شوارع المكلا وسيئون مثلما كنا في الماضي. بل كبر طموحنا وأصبحنا نطالب أن تكون الطرق واسعة وحديثه، كل تلك المطالب فعلا أصبحت كبيره لان اليمن بعد وحدته أصبح كبيرا ويتسع لكل قلب كبير هنيئا لنا كل تلك المنجزات فنحن شعب يستحق ذلك".