كيف سقطت "بيحان" ولماذا رفضت قوات الشرعية أي تدخل من القوات الجنوبية لمواجهة مليشيا الحوثي؟!!.. تفاصيل مثيرة
وكالة المخا الإخبارية
رفض حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، عرضاً تقدم به مؤخراً، المجلس الانتقالي الجنوبي، لاستعادة السيطرة على بيحان، بمحافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن) والتي سيطرت عليها مليشيا الحوثي، دون قتال، الشهر الماضي.
وكشف رئيس المجلس الانتقالي في شبوة علي الجبواني، أنهم عرضوا على السلطة المحلية الموالية للإخوان، التوحد عسكريا لمواجهة الخطر الحوثي ولكن قوبل بالرفض، من قبل جماعة الإصلاح.
وأضاف الجبواني، إن "سجون الإخوان في شبوة مليئة بجنود من النخبة الشبوانية، ومع ذلك قدمنا كل التنازلات لكي نتوحد، لكن دون فائدة".
ويأتي رفض الإخوان مبادرة "الانتقالي" لدحر الحوثيين من "عين وعسيلان والعليا"، في وقت تمضي فيه المليشيا قدما في تثبيت سيطرتها على المديريات الثلاث، بعدما استولت عليها دون قتال، بينما تلتزم سلطات الإخوان على محافظة شبوة، موقفا أقرب ما يكون إلى "مباركة صامتة".
والشهر الماضي، سيطرت مليشيا الحوثي على المديريات الثلاث، في غضون ساعة فقط، حيث انسحبت قوات "الإخوان" المحسوبة على الحكومة اليمنية الشرعية، من تلك المناطق قبل وصول مقاتلي الحوثي.
وعقب ذلك، ظهر محافظ شبوة الموالي للإخوان محمد صالح بن عديو، في مقطع فيديو، يمسك سلاحا آلياً ويقر بتسليم بيحان للحوثيين، وفي ذات الوقت يتوعد بتحريرها مجدداً.
لكن تصريح المحافظ "ابن عديو" بدا -بنظر محللين- مجرد "جرعة تخدير" للتغطية على "صفقة"، فتح بموجبها "الإخوان"، الذين يسيطرون على القرار العسكري للقوات الحكومية، ثغرات لعودة الحوثيين إلى شبوة، بعد قرابة 4 سنوات من طردهم.
ويعزز هذا رفض "الإخوان"، لمبادرة المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن مواجهة الحوثيين في شبوة، فضلا عن عدم وجود مؤشرات إلى تحرك عسكري على الأرض، من جانب سلطة الجماعة لجهة استعادة المديريات الثلاث.
ويقول محللون، إن سيطرة الحوثي على بيحان دون قتال لم تكن مفاجئة، بقدر ما هي انعكاس لمشروع واضح المعالم ومحدّد الأهداف ترعاه وتعمل على تنفيذه أطراف إقليمية تتخذ من الجماعتين (الإخوان والحوثيين) وكلاء محلّيين وأدوات لتنفيذ مآربها في اليمن.
واستفاد الحوثيون من السيطرة على "بيحان" في تطويق المقاومة القبلية بمناطق جنوبي محافظة مأرب، وصولا إلى إسقاط مديرية "حريب" ومن ثم مديرية "العبدية"، التي تعد البوابة الجنوبية لمحافظة مأرب، وواحدة من أهم المناطق التي واجهتهم بمقاومة قبلية عنيفة.
خطأ مأرب يتكرر في شبوة
وقد أعاد موقف "الإخوان" من مبادرة "الانتقالي" بشأن التوحد لمواجهة الحوثيين في شبوة، التذكير بموقف مماثل، عندما عطلت قيادات في الشرعية، عرضا تقدمت به القوات المشتركة، في الساحل الغربي، للمشاركة في الدفاع عن مأرب، مع بداية الحملة الحوثية الأخيرة على المحافظة.
وكان قائد المقاومة الوطنية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، كشف أن "المقاومة" عرضت على حكومة عبد ربه منصور هادي المشاركة في الدفاع عن مأرب ضد الحوثيين العام الماضي، لكن العرض رفض.
وأوضح العميد طارق صالح، في مؤتمر صحفي، نظمه مركز صنعاء للدراسات، في وقت سابق، أنهم عرضوا في نوفمبر الماضي المشاركة في الدفاع عن مأرب بقوات عسكرية، وقال: "تقدمنا بطلب رسمي وعقدنا اجتماعا رسميا ضمن إطار التحالف، لكن الشرعية ردت بأنها في غنى عن أي قوات".
وأضاف: "عرضنا تحريك بعض القوات واتخاذ محاور معينة للدفاع عن مأرب لكن الجواب لم يكن إيجابيا".
وقد كشفت التطورات الميدانية الأخيرة في مأرب، حجم الخطأ الذي وقعت فيه الشرعية، الخاضعة لسيطرة الإخوان، برفضها طلب المقاومة الوطنية، بشأن المشاركة في صد الحملة الحوثية، حيث يؤكد خبراء عسكريون أن المواجهات الميدانية ما كانت ستأخذ هذا المنحى الخطير، لو لم يرفض طلب القوات المشتركة.