كيف يجيد الإخوان ابتزاز التحالف مالياً.. تعز وشبوة نموذجا


كيف يجيد الإخوان ابتزاز التحالف مالياً.. تعز وشبوة نموذجا

 

 


وكالة المخا الإخبارية

 

 

 


 

الأربعاء الماضي تفاجأ ابناء محافظة شبوة بضجيج اعلامي مكثف من قبل مليشيا الاخوان يتحدث عن معارك عنيفة وانتصارات كاسحة لـ " قوات الجيش والمقاومة الشعبية على مواقع تمركز مليشيا الحوثي في محور بيحان".

 

اسهب اعلام الإخوان في تضخيم الحدث بالتأكيد على " تطهير مساحات واسعة ومصرع وجرح العشرات من عناصر المليشيا الحوثية، وتدمير عربات تابعة لها" ، مع حملة منظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحسابات وهمية تديرها جماعة الاخوان تتحدث عن انطلاق معركة تحرير مديريات بيحان ، التي تم تسليمها لمليشيات الحوثي بدون قتال قبل نحو شهر بعد انسحاب القوات الموالية للإخوان منها.

 

وسبق ذلك بيوم نشر موقع الجيش الرسمي "26سبتمبر" خبراً عن أن مستشار وزير الدفاع اللواء الركن محمد الحبيشي، تفقد الخطوط الأمامية لجبهة الصفراء بمديرية بيحان، واستمع إلى تقرير عن سير المعارك من قائد الجبهة العميد جحدل حنش قائد اللواء 21 ميكا ، وأحد ابرز القيادات العسكرية الموالية لجماعة الإخوان في شبوة.

 

هذا الضجيج الإعلامي لم يصمد الى نهاية اليوم وسرعان ما بدأت تتكشف حقيقته كذبه ، وان ما جرى لم يكن سوى تضخيم لعملية تبادل محدود للقصف المدفعي بين قوات الإخوان ومليشيات الحوثي ولدقائق محدودة في جبهة الصفراء بمديرية عسيلان ، بحسب ما قاله الخبير العسكري العميد عبدالعزيز الهداشي لقناة "يمن شباب" الإخوانية وشكل إحراجاً لها.

 

حيث سارعت القناة الى تخصيص أحد برنامجها التي تبث على الهواء مباشرة للحديث عن "انتصارات شبوة" ضمن الحملة الإخوانية يومها ، ليوضح الهداشي الحقيقة ما تسبب بأحراج كبير لمقدمة البرنامج وسرعان ما تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مداخلة الرجل ، ليتحول الأمر الى موجة سخرية واسعة ضد إعلام الإخوان والمعارك الوهمية ، كما وصفها الصحفي جلال الشرعبي في تغريدة له على "تويتر".

 

الشرعبي خاطب التحالف العربي في تغريدته بالقول ان ما تم ترويجه من معارك في شبوة هي مجرد "لرفع العتب بعد اجتماع التحالف مع سلطة شبوة لتخفيف الضغط عن مأرب" ، ويضيف الشرعبي : إنها معارك وهمية تشبه تلك التي كانت في غرب تعز في أبريل الفائت.

 

يشير الشرعبي في تغريدة هنا الى المعارك الوهمية التي باتت سمة مؤكدة لجبهات تعز الخاضعة لسيطرة الاخوان منذ خمس سنوات ، وكان آخرها في ابريل الماضي والتي أعلنت فيها سلطة تعز الإخوانية "التعبئة العامة" لتحرير المحافظة من مليشيات الحوثي ودعت الى التبرع بالأموال لدعم ذلك.

 

أيام معدودة فقط وتتوقف الجبهات بشكل كامل ، دون تحقيق أي تقدم يذكر على الأرض باستثناء تحرير جبهة الكدحة على يد قوات من اللواء 35 مدرع ومقاومة من أبناء المنطقة ، ليتضح الأمر بانها هذه المعارك جاءت بعد صرف الحكومة لمحور تعز الإخواني مبلغ ملياري ريال كدفعة ضمن مبلغ 10 مليار تم رصده للجبهات في تعز ، بالإضافة الى ما تمكنت سلطة تعز الإخوانية من جمعه كاستقطاعات وتبرعات بأكثر من ملياري ريال.

 

تجربة المعارك الوهمية التي دأبت عليه جماعة الإخوان في تعز لأغراض سياسية أو للابتزاز المالي سواء من الحكومة او التحالف، يبدو أنها قد تم تدشينها رسمياً من قبل الاخوان في شبوة ، وهو ما يؤكد الاتهامات التي اطلقها بعض السياسيين والنشطاء في المحافظة بأن أحد الأسباب التي دفعت الإخوان لتسليم مديريات بيحان كان رغبتهم في فتح جبهات استثمارية تدر عليهم الأموال من التحالف من جهة ومن جهة أخرى تبرر لهم النهب الكامل لثروات وإيرادات المحافظة النفطية.