اللجنة الفيدرالية الأميركية: استهداف واشنطن ولندن للحوثيين جاء بنتائج عكسية وباتوا رمزا عالميا
اللجنة الفيدرالية الأميركية: استهداف واشنطن ولندن للحوثيين جاء بنتائج عكسية وباتوا رمزا عالميا
وكالة المخا الإخبارية
عقدت اللجنة الفيدرالية الأمريكية، السبت، جلسة استماع غير رسمية حول تأثير الظروف الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن، خلصت فيها إلى كون الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن جاء بنتائج عكسية”، وأن الحوثيين باتوا رموزا على الساحة العالمية وتذوقوا طعم الاعتراف بتأثيرهم.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة I.R. Consilium إيان رالبي، إن القصف الذي شنّته الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن “جاء بنتائج عكسية”، وبات الحوثيون “رموزاً على الساحة العالمية وتذوقوا طعم الاعتراف بتأثيرهم”.
وأضاف رالبي:”أنفقنا الكثير من الوقت اليوم في الحديث عن حرية الملاحة، وعلى مدار التاريخ البحري، واجهتنا توترات بخصوص حرية الملاحة.. ومن المفارقات أن سيطرتنا السيادية على المناطق الساحلية هي حجر الزاوية في معضلتنا هنا”.
وتابع: “كانت سيادة اليمن على المحك في العشرة سنوات الأخيرة، وكان الطرف الذي تحدّى سيادة حكومة اليمن يهاجم الآن المجال البحري لكنهم لا يهتمون بتاتاً بالمجال البحري، ما يهمهم هو الأرض التي يسيطرون عليها”.
وقال: “لم يشكّل أي شيء قمنا به حتى اللحظة، تحدياً لنفوذهم على الأرض، لذلك فهم يشعرون بسعادة غامرة، وهم يستمتعون بهذا الوضع، ويستفيدون منه لصالحهم لأنهم في الواقع قد قضوا العامين الماضيين منذ وقف إطلاق النار الأول منذ أوائل أبريل من العام 2020 لبناء ترسانتهم العسكرية، وتمويلهم المالي، والزخم لحضورهم”.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة I.R. Consilium: “لقد استغلوا كل ذلك، وبناء على خلفية هذه الهجمات، اكتسبوا المزيد من الزخم لاحتمال استحواذهم على المزيد من الأراضي في مدينة مارب، وفي تعز، وفي الساحل الغربي، إنهم يتطلعون لفرض سيطرتهم على بقية المناطق، أما بخصوص المجال البحري فلا يدخل ضمن حساباتهم إلا بقدر ما يفيد تلك الرغبة”.
واعتبر أن القصف الأمريكي “جاء بنتائج عكسية، وقد انسقنا بالفعل وراء سرديتهم، لقد استمتعوا كثيرًا بالاهتمام الذي حصلوا عليه على مدى الأشهر القليلة الماضية، وكانوا غير ذي شأن لمعظم السنوات العشر الماضية عندما كانوا في حالة حرب والآن باتوا رموزاً على الساحة العالمية، وتذوقوا طعم الاعتراف بتأثيرهم، إنهم يحبون ذلك، وسيواصلون السعي وراء المزيد من ذلك”.
وأضاف: “القصف أدى أيضًا إلى نتائج عكسية بمعنى أنه خلق زخمًا أكبر داخل مناطق سيطرتهم للقيام بعملية التجنيد للمزيد من الأفراد، لأنهم لطالما زعموا أنهم في حالة حرب مع الولايات المتحدة وبريطانيا.. والآن جاءت عناوين الأخبار العالمية لتدعم ذلك، وبالتالي يبدو أنهم أكثر مصداقية مما كانوا عليه حتى قبل بضعة أشهر”.
وتابع: “لقد ضللنا طريقنا لهذا التعريف المبدئي للاستراتيجية حيث يجب علينا أن نفهم أنفسنا ونفهم عدونا، لقد تناسينا من هو العدو وتجاهلنا التضاريس التي يقاتلون فيها، والتي كما بينت برية أكثر منها بالمجال البحري.. ولذا يجب علينا ان نوقفهم عن الاستفادة من الهجمات البحرية لتحقيق نفوذ إقليمي أكبر في يمر بالسيطرة على بقية التراب اليمني”.
واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة I.R. Consilium ذلك “مصدر قلق”، وقال: هذه بداية سلسلة من الضربات المحتملة وعواقبها، لذلك يجب علينا أن نحافظ ليس بالوعي فقط بمخاطر ذلك، بل أيضاً ببعض العواقب الأخرى مثل المشاكل الإنسانية التي يمكن أن تنجم عن تعثّر وصول المساعدات إلى حيث يجب أن تذهب”.
لذا أخيرًا، نحن جميعًا ضحايا لهذا الوضع، كل شخص على الأرض يعتمد على نظام التجارة العالمية الذي نتبعه وطورناه، وعلينا أن ندرك جميعًا مدى تأثيره، بغض النظر عن مكان إقامتك. إن غياب حرية تدفق التجارة البحرية، كما قلت من قبل، يعني “لا شحن، لا شراء”، ولكن الحقيقة هي أننا قد نحتاج إلى التفكير في ماذا تبقى في وسعنا فعله لمنع الهجمات على السفن التجارية.
وقال رالبي إن “هذا للأسف قد يتطلب النظر في خيارات كإغلاق مؤقت للبحر الأحمر. لا مزيد من الهجمات ولا مزيد من الحاويات.. ولكن بنفس القدر نضمن معالجة هذه المشكلة بقدر المستطاع لتخفيف العواقب المباشرة علينا جميعًا وتقليل التأثير العالمي بشكل عام”، وتابع: “لذا فإن هذا الوضع يؤثر على البحارة وشركات الشحن والموردين ويؤثر على اليمن والتجارة العالمية ويؤثر على كل أمريكي”.
وفي ردٍّ على سؤال الجلسة: ما الذي يمكن فعله، قال رالبي: أعتقد أن أول شيء يتعين علينا القيام به هو التأكد من أننا ندعم الحكومة اليمنية، وكما قلت السيادة تقع في صلب القضية هنا، لذلك فإن الحكومة الشرعية الفعلية في اليمن يجب ان تحظى على أكبر قدر ممكن مما في وسعنا من الدعم.
كما اعتبر تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيساً للوزراء- وهو مناهض بشدة للحوثي- فأل خير؛ حسب قوله.
وتابع: “لذلك علينا أن ندعم حكومة اليمن حتى تتمكن من استعادة السلطة ليس فقط للحكومة ولكن الشعب اليمني بقدرته استعادة سيادة بلادهم، في عام 2018، أوقف الغرب وخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، هذه الحكومة اليمنية من استعادة ميناء الحديدة بعد استيلاء الحوثيين عليه.. وقد أثبت ذلك فشل سياستنا الخارجية بشكل محرج للغاية. إذا لم يكونوا يسيطرون على ميناء الحديدة، فربما لم نكن لنقع في هذا المأزق وهذا الوضع على الإطلاق”.
وقال: نحن بحاجة إلى تشجيع ليس فقط استعادة السيادة لكن بنفس القدر دعم دول الجوار لمساندة حكومة اليمن أيضًا.. الآن نظراً لأن السردية مرتبطة بشكل وثيق بإسرائيل وغزة، واجهتنا صعوبات كبيرة في الحصول على تفاعل بعض الدول المؤثرة مثل مصر، التي تعاني بشدة من التراجع في استخدام البحر الاحمر وقناة السويس، للحديث واتخاذ موقف، ولذلك نحن بحاجة إلى دعمهم.. وأخيرا، نحن بحاجة إلى دق إسفين بين الحوثيين وإيران”.
وتابع: “علينا أن ندرك أنهم يختلفون، بشكل أساسي ورؤيتهم للقيادة مختلفة جداً، يرى الحوثيون من جهتهم أنهم من نسل النبي محمد، وبالتالي قيادتهم هاشمية، أما الإيرانيون فرؤيتهم مختلفة، لذا فإن هذا الاختلاف الدقيق يحمل إمكانية أن يكون سببًا لطلاق لهذه العلاقة التي تؤجج هذه القدرة على مهاجمة السفن”.
وبالتالي – يقول رالبي- لصرف انتباه الحوثيين عن مهاجمة سفن الشحن، يجب علينا بالضرورة المشاركة في إيجاد السبل للحد من مصالحهم في مواصلة استهدافهم، جزء من ذلك يعني تشتيت انتباههم نحو أمور أخرى.
ورداً على سؤال: من هم الحلفاء المحتملين للحكومة؟، قال: “من المحتمل أي شخص ان يكون حليفاً.. من الناحية النظرية، يجب أن يكون الجميع على مستوى الدولة، وعلى مستوى الولاية يجب على الجميع في هذه اللحظة أن يكونوا في صف الحكومة اليمنية، لأننا جميعا نتأثر بذلك”.
وتابع: “الحلفاء الرئيسيون لحكومة اليمن هم بالطبع السعودية التي كانت في حالة حرب مع الحوثيين خلال السنوات العشر الماضية أيضًا.. لكنهم ربما أرهقوا من تلك المعركة. آخرون في دول الجوار بما في ذلك عمان والإمارات البحرين وقطر يجب أن يكونوا داعمين كذلك لأنهم يعتمدون على ذلك التدفق الحر والسلس للتجارة”.. مصر هي أكبر اللاعبين، ثم بالطبع الدول الأفريقية المجاورة أيضًا”.
وأضاف: “كما تحدثنا سابقًا، من المتوقع أن تخسر أوروبا خسارة فادحة بسبب هذا، والأخبار المتعلقة بخصوص إنشاء قوة بحرية للاتحاد الأوربي هي أخبار جيدة. ويجب علينا أن نحتفي بذلك”.
ووصف رالبي تلك الخطوة بالقول: “يرجع ذلك جزئيًا إلى أن الاتحاد الأوروبي ليس دولة قومية وليس تحالفًا عسكريًا. فهم تجمع اقتصادي وقد أثبتوا قدرتهم في الماضي عندما وضعوا حداً للقرصنة قبالة الصومال، سيكون تحالفًا مفيدًا للغاية”.
واستدرك قائلاً: “لكن يجب علينا أن نعمل لتكوين استجابة عالمية للأزمة، لأنه سواء كنت منغوليا، أو من أقاصي الأرض، سواء كنت في ولاية ساحلية أو مدينة برية، ستصلك تداعيات هذا الوضع، كما يصلنا ونسمع باستمرار”.